لا أريد أن أذكر أحداث الماضي كيف سقط نظام صدام حسين سقوطا مدويا،وتخلى عنه الكثيرون ممن كانوا يعتبرون مقربين منه، لكن اللغز المحير هو عزة الدوري نائب صدام حسين ورئيس ما تبقى من حزب البعث حاليا..!!
طلب مني كثيرون ومنهم سياسيون من العيار الثقيل أن أشطب اسم هذا الرجل من تفكيري، لكن كيف أشطبه وهو نشط إعلاميا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية وما زال حياً يرزق .
المصيبة أن هناك معلومات أميركية موثقة تؤكد أن للرجل دوراً فعالاً في تأسيس تنظيم داعش ، عبر إدخال أعضاء تنظيمي ما يسمى - جبهة الجهاد والتحرير - و- جيش الطريقة النقشبندية- وكلاهما تابع له في تنظيم داعش.
كما أنني لا يمكن أن أتجاهل أن هناك المئات من أهالي الموصل أكدوا أن عزة الدوري حي يرزق، حيث كان يتجول بصحبة حمايته في هذه المحافظة في الأيام الأولى لاحتلالها من قبل تنظيم -داعش-.
هذا الرجل أصبح الآن لغزاً محيراً وعدم إيجاده طوال هذه السنوات هو فشل أمني واستخباراتي، ليس عراقيا فقط بل أميركي وبريطاني، لأن هذا الرجل المطلوب رقم واحد لأنه شارك بهجمات مدوية استهدف جيشيهما.
الآن تلقى تنظيم داعش ضربة موجعة في العراق كما في سورية، وأعلن الخبراء العسكريون أن تسعين في المائة من التنظيم قد انهار بعد مقتل زعيمه أبو بكر البغدادي ومن خلفه ، لكن مع وجود عزة الدوري فأنا أتوقع أن يتم صنع كيان دموي جديد تحت إشرافه بما تبقى من العشرة في المائة من تنظيم داعش في الأيام المقبلة .
بروفسور حسين علي غالب بابان
أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا