الكتابة تحت إكراه أو تهديد تتميز ببعض السمات تؤثر على شكل التوقيع إلا أنها لا تبتعد بالتوقيع كثيرا عن المميزات الشخصية لكل توقيع التى يتميز بها عن توقيع شخص آخر، وكثير من تلك السمات قد تتوافر فى حالات أخرى غير الكتابة تحت إكراه أو تهديد، وهى بعض حالات الشيخوخة و مرض الرعاش الذى يؤثر على الجهاز العصبي التي توثر عصبيا على اليد الكاتبة و تؤدى إلى اهتزازها بغير تحكم من الشخص وفى هذه الحالة يصعب التفرقة بين الحالتين بالنسبة للخبير الفني.
وبالتالي فإن ظهور تلك السمات أو بعضها لا تدل دلالة قطعية على أن هذا الشخص تعرض لإكراه أو تهديد أثناء تلك الكتابة ولكن يمكن الترجيح فى بعض الحالات، لذا فإنه كثيرآ ما تأتى تقارير الطب الشرعي بأنه يتعذر فنيا إقرار ذلك أو نفيه، وكذلك كثيرا ما تأتى تقارير الأدلة الجنائية بأنه يتعذر فنيآ إقرار عما إذا كانت البصمة الموجودة على المستند أخذت تحت إكراه من عدمه، هذا بالإضافة إلى أنه قد يتعرض شخص لتهديد أو إكراه و تكون بصمته طبيعية و توقيعه طبيعي ولا يظهر عليه شواهد التوقيع تحت إكراه، ويتعذر فنيا معرفة هل البصمة الموجودة على المستند أخذت لشخص ما أثناء نومه أو كانت تحت تأثير مخدر.
هل يمكن للخبير إثبات أن التوقيع بالبصمة أو كتابة كان تحت التهديد أو الإكراه؟
فى التقرير التالي، يلقى "موقع صنعاء نيوز" الضوء على إشكالية فى غاية الأهمية تتعلق بعلوم مسرح الجريمة والمتمثلة في الإجابة على حزمة من الأسئلة بشأن الإمضاء تحت التهديد وهى .. هل يمكن للخبير إثبات أن التوقيع بالبصمة أو كتابة كان تحت التهديد أو تحت إكراه؟ وهل يمكن معرفة أن البصمة أخذت لشخص أثناء نومه أو تحت تأثير مخدر؟ بحسب أحد الخبراء القانون.
فى البداية - الكتابة تحت إكراه أو تهديد هى كتابة صادرة من صاحبها و لكن فى ظروف أو مؤثرات غير طبيعية ومن الثابت علميا الأتي:
أن ظهور سمات الكتابة تحت إكراه أو تهديد في كتابة شخص ما يدل دلالة قطعية على أن هذا الشخص تعرض لإكراه أو تهديد أثناء تلك الكتابة.
أن عدم ظهور سمات الكتابة تحت إكراه أو تهديد في كتابة شخص ما لا تدل دلالة قطعية على أن هذا الشخص قد تعرض لإكراه أو تهديد أثناء تلك الكتابة.
إذا ما قام الخبير الفاحص بفحص الكتابة أو التوقيع المدعى بكتابتها تحت إكراه أو تهديد ووجد سمات الكتابة تحت إكراه فيها فتكون تلك الكتابة أو التوقيع قد صدرت من ذلك الشخص تحت إكراه.
وأوضح الخبير القانونى أنه إذا كانت تلك السمات المذكورة بعالية وغيرها قد ظهرت فى كتابة شخص ما فإن هذا الشخص قد تعرض لإكراه أثناء تلك الكتابة، وإذا لم تظهر تلك السمات فى كتابة شخص ما فإن هذا الشخص إما أن يكون قد تعرض لإكراه أثناء تلك الكتابة ولكن لم تظهر سمات الإكراه في كتابته لعوامل كثيرة منها السيكولوجية والعصبية وغيرها، وإما أن هذا الشخص لم يتعرض لإكراه أثناء تلك الكتابة، كما أن سمات الكتابة تحت إكراه تظهر جليا فى كتابات الإناث اللاتي يتعرضن لإكراه أكثر من الذكور الذين يتعرضون لإكراه.
لما كان الحكم قد أثبت في حق الطاعن في بيان كاف إقدامه علي ارتكاب الجريمة متوخيا بتعطيل إرادة المجني عليها عن طريق تهديدها بالتشهير بها بما كان من شأنه ترويع المجني عليها بحيث حملها كرها عنها، علي وضع بصمتها علي السندات التي طلب منها البصم عليها وكان الحكم قد استظهر بذلك ركن القوة أو التهديد في جريمة الإكراه علي إمضاء المستندات بما يتوافر به هذا الركن في صحيح القانون، ذلك بأنه من المقرر أنه يتحقق بكافة صور انعدام الرضا لدي المجني عليه فهو يتسم بكل وسيلة قسرية تقع علي الأشخاص يكون من شأنها تعطيل الاختيار أو إعدام قوة المقاومة عندهم تسهيلا لارتكاب الجريمة، فكما يصح أن يكون الإكراه ماديا باستعمال القوة، فانه يصح أيضا أن يكون أدبيا بطريق التهديد ويدخل في هذا المعني التهديد بخطر جسيم علي النفس أو المال كما يدخل فيه التهديد بنشر فضيحة أو بإفشاء أمور ماسة بالشرف، فان منعي الطاعن في هذا الصدد يكون غير مقبول.
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية