بقلم / الشاعرة عالية محمد علي .
تنهّدَ
سقطت الحسرة الى جانب
الصحن
الذي قدمه له النادل
ذات عاصفة اجلًت
الرحلة
رحلته للفرار من قلبه
وحين نفرّ من مشاعرنا
قد ننسى عند الرحيل حتى
التذكرة
لاحظ النادل أن الرجل الذي
يقبع متكورا كقنفذ
قد لملم ساقية ويده وملامحه
فبدا كنصف ليمونة
معصورة
وهو يضع يده على معدته
التي آلمته كثيرا
منذ أخر لقاء بينه
وبينها
منذ ان عرف بأن الياسمين
لن ينمو في حديقته مرّة
أخرى
وان السنونوات غادرت
بلا وعيّ نطق إسمها
في حرفها الاول
آنذرت سماء جفنيه
بالمطر
وحين نطق الحرف
الأخير
فُتحت الآف المظلات
فتدحرجت منها عشرات
القطرات
غسلت حطام طبق
بورسلين عشقه
وبعض منها انعش
ذاكرته
آآه كيف استدارت وغادرتُ ؟
اخذت معها عالمه
الذي بات هشاً كقشّة
كيف استطاعت ؟
أتُرى ضميرها ينزّ بالذنب
ان ضاع احدهم
بسببها
تمنى لو اقترب خدها من كتفها
والتفتت
تنفس لأخر مرة خيط عطرها
الذي يتبعها
متهافتاً كدرب التبانة
لم تلتفت
لم تأبه
حسرةً ، قضم ممحاة قلمه
الرصاص
واصابعه وها هو يمضغ
كبده
ليتها تتنازل مرة
دونها لا يجد بيتاً يؤويه
كم تمنى رسالة اعتذار تكتبها
بتلك الانامل التي اطعمته
بها
ايام ودادها
لا تلك الومضات الالكترونية
الجامدة التي يُنكر البعض
ارسالها
والتي لا تحمل عطر حبرها
واسرار دواتها
لا يُنكر أنه اغضبها كثيرا
فليس من حقه الان
ان يلتمس منديلا
يشعر بالاحتضار
وكأنه وليمة لاسماك البيرانا
في أمازونها الغامض
وحيدا كبيت من الشعر
أنكر كل الشعراء
كتابته
او رسم لقلبين باللون
الأحمر
اغلظت كل الدفاتر ايمانها
بأن الورقة غريبة
ولم تقتطع من بين
دفتيها
وتبرأت الألوان من جنون
الأحمر ونزقه
وحيدا وحيدا
يوشك على الانطفاء
يردد ملتاعاً : كلانا عنيدين
لن نرتاح الا لو كسرنا كأساً او
قلباً
سحب حقيبته ممزقاً تذكرته
وهو يردد
من الخرافة انتصار الحب في كل
القصص
وكثيراً ما تكسر صولجانه
غيمة
تمتم مشتاقاً
لأجعل الخرافة تحدث
واكسر هذه المرة عنادي
واحاول استرضاء
الغيمة كي لا
تُمطر .
