حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من أن تهجير سكان غزة يشكل خطا أحمر بالنسبة للمملكة، داعيا إلى ضمان إيصال المساعدات للقطاع بشكل مستدام.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في افتتاح قمة السلام المنعقدة، اليوم السبت، بالعاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.
وقال العاهل الأردني: «تغضبني أعمال العنف التي استهدفت المدنيين الأبرياء في غزة والضفة وإسرائيل».
وأضاف أن «حملة القصف العنيفة على غزة مرفوضة وتعد جريمة حرب»، مشيرا إلى أن الرسالة التي يسمعها العالم العربي عالية وواضحة: حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين. حياتنا أقل أهمية من حياة الآخرين. وتطبيق القانون الدولي انتقائي وحقوق الإنسان لها محددات فهي تتوقف عند الحدود وتتوقف باختلاف الأعراق وباختلاف الأديان. هذه رسالة خطيرة جدا، وعواقب اللامبالاة والتقاعس الدوليين المستمرين ستكون كارثية علينا جميعا.
ودعا إلى ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء بشكل مستدام وبدون انقطاع إلى قطاع غزة.
وشدد على أن «تهجير سكان غزة يشكل خطا أحمر بالنسبة لنا»، لافتا إلى أنه على «القيادة الإسرائيلية أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية ولا يمكنها تهميش 5 ملايين فلسطيني».
وقال العاهل الأردني إن أولوياتنا اليوم واضحة وعاجلة: أولا: الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين، وتبني موقف موحد يدين استهدافهم من الجانبين، انسجاما مع قيمنا المشتركة والقانون الدولي، الذي يفقد كل قيمته إذا تم تنفيذه بشكل انتقائي.
وشدد خلال كلمته على أن هذا الصراع لم يبدأ قبل أسبوعين، ولن يتوقف إذا واصلنا السير على هذا الطريق الملطخ بالدماء، ونحن جميعا ندرك جيدا أن ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من دوامات الموت والدمار والكراهية واليأس.
ووجه الملك عبدالله رسالة إلى تل أبيب قائلا يتعين على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش 5 ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها، محرومين من حقوقهم المشروعة، وأن حياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين.
وأضاف: على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضا وبشكل نهائي، أنه لا يمكن لدولة أن تزدهر أبدا إذا بنيت على أساس من الظلم.
وشدد على أن السبيل الوحيد لمستقبل آمن لشعوب الشرق الأوسط والعالم أجمع، للمسلمين والمسيحيين واليهود على حد سواء، يبدأ بالإيمان بأن حياة كل إنسان متساوية في القيمة، وينتهي بدولتين، فلسطين وإسرائيل، تتشاركان في الأرض والسلام من النهر إلى البحر.