صحيفة: إسرائيل ستضرب لبنان حتمياً

ثلاثاء, 10/24/2023 - 10:47

طرقت صحيفة النهار اللبنانية، الى موقف لبنان، والمواجهات الميدانية عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل، فيما رأت أن إسرائيل ستضرب لبنان حتميا، لكن موعد الضربة غير معروف، حسب مصدر دبلوماسي فرنسي.

وذكرت الصحيفة: "الانحسار النسبي في عنف المواجهات الميدانية نهار أمس عند الحدود الجنوبية مع إسرائيل لا يعني تبدد الوضع المشدود القابل للاشتعال الواسع في أي لحظة، اذ ان ساعات بعد الظهر والمساء عادت لتشهد تصعيدا ملحوظا من جانب إسرائيل فيما الاعين على معالم المحاولات الدولية ولا سيما منها الأوروبية لاحلال هدنة إنسانية تفرض وقفا لاطلاق النار في غزة، بما سينسحب حتما على الجبهة الجنوبية في لبنان".

وأضافت: "وفي أي حال بدا تكثيف المواقف الدولية والاوروبية المحذرة من انتقال الحرب الى لبنان دليلا اضافيا على ان الأيام الأخيرة من المواجهات الميدانية العنيفة بين ““حزب الله” والجيش الإسرائيلي عبر خطوط المواجهة قد فاقمت المخاوف الدولية كما رفعت وتيرة الاستنفار والضغوط الديبلوماسية سعيا الى منع تحول هذه المواجهات الى حرب واسعة، علما ان وسائل إعلام إسرائيلية وصفت أمس ما يجري في الشمال بانها جولة القتال الأكبر بين إسرائيل و"حزب الله" منذ حرب تموز 2006".

وذكرت النهار اللبنانية: "وعلى رغم تصاعد المخاوف من اتساع المواجهات وما يرصد من تكثيف النزوح من المناطق الحدودية الجنوبية، فان بعض الأوساط المطلعة على مجريات الاتصالات الكثيفة التي تجري للجم الاندفاعات الحربية في غزة ومنع تمددها الى لبنان لا تزال ترجح حاليا بقاء "الستاتيكو" الميداني".

وأكدت، أن "هذه الأوساط توقعت تفعيلا واسعا للجهود الحكومية والوزارية في إطار تحصين الواقع اللوجستي الداخلي على غرار ما بدأت تنفذه الوزارات الأساسية في مجالات العمل الاجتماعي والصحي والاغاثي والتحسب لكل احتمالات المرحلة المقبلة"، مشيرة الى أن "هذه الأجواء لم تحجب الدلالات البارزة لإطلاق مزيد من المواقف الغربية المحذرة من تورط لبنان في الحرب، وجاء أبرزها أمس على لسان السفيرة الأميركية دوروثي شيا في مناسبة احياء الذكرى الأربعين لتفجير مقرّ مشاة البحرية الأميركية في بيروت في 23 تشرين الأول 1983 والذي تزامن مع الظروف الحالية بما اضفى على الموقف الأميركي دلالات استثنائية".

فقد اعلنت السفيرة شيا إثر وضعها والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو إكليلا من الزهر على النصب التذكاري في السفارة الأميركية “نحن هنا لنقول بشكل لا لبس فيه أن التزامنا تجاه شعب لبنان أقوى بكثير من أي عمل جبان من أعمال العنف أو الإرهاب.

ولكن الخطير في هذا السياق ما نقلته مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين عن مصدر ديبلوماسي فرنسي من ان ما يقوم به حاليا "حزب الله”"على الحدود اللبنانية الإسرائيلية من ارسال قذائف وصواريخ وقصف مدرعات إسرائيلية يجعل توقع ضربة إسرائيلية ل‍لبنان حتميا.

وأضاف انه “لم يبق هناك شك في ان إسرائيل ستضرب لبنان ولكن تاريخ الضربة غير معروف لان إسرائيل لن تستمر دون رد على الاختبار الذي يقوم به حاليا حزب الله”.

وذكر المصدر “ان فرنسا وجهت تحذيرات مباشرة الى حزب الله حول الموضوع ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اكدت للمسؤولين في لبنان ضرورة عدم الدخول في الحرب ولكن ما يحدث حاليا على الحدود يجعل الضربة الإسرائيلية حتمية”. وأشار الى انه سبق لفرنسا ان وجهت رسالة الى الحكومة الإسرائيلية بمعنى انه ينبغي عدم توسيع الحرب الى الشمال مع لبنان وكل مرة كان رد رئيس الحكومة نتنياهو إذا لم يحدث شيء من الحدود الشمالية لن نفعل شيئا ولكن الآن يرسل حزب الله يوميا قذائف وصواريخ الى إسرائيل وسترد بالقصف على لبنان لا نعرف كيف ومتى ولكن هذا حتمي".

وقال المصدر انه خلال الاتصال بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي كانت لهجة رئيسي لهجة تهجم، موضحاً ان الرئيس الفرنسي يرى انه من الضروري ان يعود مبعوثه جان ايف لودريان الى بيروت قريبا لدفع اللبنانيين الى انتخاب رئيس لأن الخطر كبير جدا على لبنان ودون رئيس وحكومة كيف يمكن مساعدة البلد؟ .

الوضع الميداني

في غضون ذلك سجل الوضع الميداني انحسارا ملحوظا في المواجهات قبل ظهر أمس الى ان عاودت إسرائيل عمليات القصف بعد الظهر فقصفت مسيّرة خراج بلدة كفرحمام بصاروخين، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي “ان الدفاعات الجوية اعترضت مسيرة من لبنان اخترقت مجالنا الجوي من جهة البحر قبالة عكا".

كما افيد عن قصف مدفعي اسرائيلي طال خراج بلدة رميش، فيما اشارت معلومات ان 12 قذيفة أطلقها الجيش الاسرائيلي في اتجاه مركز الجدار للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش وقد أصيب المركز بقذيفة من دون اصابات وسقطت 11 قذيفة في محيطه، كما سجل سقوط صاروخ في مستوطنة كريات شمونة الواقعة قرب الحدود مع لبنان.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حصول إطلاق نار من لبنان على موقع للجيش الإسرائيلي في مسكاف عام في اسرائيل، فيما تعرضت بلدات مركبا وبني حيان ومجدل سلم للقصف وقامت ومسيرة اسرائيلية بقصف محيط بلدة ‎كفرشوبا في القطاع الشرقي بثلاثة صواريخ.

جولة باسيل

في المشهد الداخلي برزت الجولة التي بدأها أمس رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على بعض القيادات كتحرك سياسي هو الأول من نوعه بعد الجمود القائم منذ اندلاع حرب غزة والمواجهات في جنوب لبنان.

فزار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا ثم زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط وأعرب بعد اللقاء عن “سعادته بهذا اللقاء، ووجدت الكثير من نقاط التفاهم مع جنبلاط وحرص على مواضيع أساسية، بينها تأييد قضية الشعب الفلسطيني وحق لبنان في الدفاع عن نفسه، وبذل كل الجهود لتجنيب لبنان واللبنانيين الحرب التي يهددونا بها، وألا يكون ثمة سبب لأن يحملنا أحد مسؤوليتها".

واعتبر باسيل أن “الظرف يحتم علينا العمل أكثر من أجل التفاهم الوطني الذي يحفظ الوحدة اللبنانية ويؤدي إلى إعادة تكوين السلطة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية أولا وتأليف حكومة".

وأضاف: “المطلوب أن نكون سوياً صوت العقل، نحن حريصون على البلد والحفاظ عليه وعلى بعضنا البعض، لأننا في مواجهة حرب أكبر من لبنان، وعلينا أن نرى كيف سنحمي لبنان".

من جهته، أشار جنبلاط إلى أن “القواسم المشتركة بيننا وباسيل والتيار الوطني الحر، وفي طليعتها كيف نستطيع أن نوفر على البلاد اندلاع أو اتساع الحرب، وهذا يعني أن نكون سوياً صوتاً واحداً من أجل نصح بعض القوى ألا تتوسّع الحرب، لأن الحرب قد تندلع من جهتنا، وقد تندلع من جهة إسرائيل.

من جهة إسرائيل، هذا ليس من شأننا، من جهتنا، علينا أن نضبط الأمور وذلك بالتشاور ونصح الأخوان في حزب الله أن تبقى قواعد الاشتباك كما هي، حيث لاحظنا أن بعض التنظيمات المعنية تنتشر في الجنوب، نحن نريد أن يكون هذا الانتشار تحت وصاية وأمرة حزب الله، أما أن تنتشر وتجرنا إلى المجهول، فهذا أمر خطير جداً".

بالنسبة لرئاسة الجمهورية، قال جنبلاط: “إذا أمكن أن نتفق على رئاسة الجمهورية، لا مانع لدي، ولا اسم لنا، بل نختار سوياً مع الفريق العريض”. وحذّر من أن" هذه المرحلة قد تكون أخطر مرحلة من الحروب طيلة حياتي السياسية، مصير لبنان على المحك".

وبدا لافتا ان اللجنة المركزية في “التيار الوطني الحر” والعلاقات الإعلامية في ““حزب الله” اعلنتا مساء في بيان أن “الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله تلقى اتصالا هاتفيا عن طريق أمن من رئيس التيار النائب جبران باسيل”.

وأشار البيان إلى أنهما “عرضا مجموعة من الملفات، لا سيما التطورات الأخيرة في لبنان والمنطقة، خصوصا تلك التي تهدف إلى حماية لبنان وتعزيز الوحدة الوطنية. وتم الاتفاق على استمرار التشاور الدائم بما يخدم مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين”.
وهي المرة الأولى منذ بدء حرب غزة والمواجهات في الجنوب يعلن فيها عن اتصال بين نصر الله وشخصية سياسية لبنانية، ومن المتوقع ان يزور باسيل اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري.

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف