ثمة ردود أفعال خرجت هنا وهناك على خلفية ما تم نشره في صحيفة الشرق الاوسط السعودية والذي حمل إساءة للمرأة العراقية ، حيث عبر البعض عن إستنكاره عبر المقالات ، فيما عبر البعض الآخر ولا سيما من قطاع الناشطين عبر عن ذلك الحدث عبر تظاهرات ، ومنها التظاهرة التي نظمتها المنظمة الدولية لحقوق الانسان في الولايات – ميشيغن التي شارك فيها عدد من ابناء الجالية العراقية وذلك أمام مبنى مكتبة هنري فورد في مدينة ديربورن ، حيث رفعت الشعارات المنددة لهذا العمل الذي يعد عملاً عدائياً، وخاصة بعد أن تم تقصي الحقائق فيما يتعلق بنشر الخبر المسيء والتي على أثره تم فصل الصحفيين المسؤولين عن ترويج ذلك الخبر الكاذب .
وفي هذا السياق وجهت وزارة الخارجية العراقية بإطلاق دعوى قضائية ضد صحيفة الشرق الاوسط في لندن لمعاقبة الصحيفة المذكورة ، وقد شهدت التظاهرة إطلاق الشعارات التي تستنكر هذا الاسلوب الرخيص في الترويج البعيد عن الشفافية والمهنية داعية مختلف وسائل الاعلام الى تحري الدقة في نشر الاخبار والمعلومات الى المتلقي ، والابتعاد عن تسييسها بسبب الصراعات السياسية ، والمعروف عن المنظمة الدولية لحقوق الانسان التي يترأسها الدكتور كمال الساعدي أنها تسعى الى فضح الممارسات والتجاوزات التي قد تحدث هنا وهناك منطلقة من مبدأ حقوق الانسان كما تحاول إيصال القضايا الى المؤسسات الرسمية التي تعنى بحقوق الانسان في الولايات المتحدة تحديدا ً ، وفي سياق هذه التظاهرة التي أخذت طابعا ً فكريا ً بسبب مشاركة عدد من الصحفيين والاعلاميين وبعض النخب المثقفة في الجالية التي عبرت بشكل ثقافي عن الحدث معتبرة إياه يندرج تحت إطار الصراع الدائر في منطقة الشرق الاوسط والذي وجد له فضاءات في ساحات مختلفة من دولنا العربية ومنها العراق حيث التجاذب الاقليمي ، وندد المتظاهرون بفريق صحيفة الشرق الاوسط الذي أقحم الصراع الدائر في المنطقة والتي يحاول حكام آل سعود إستخدام الزيف وتوظيفه في هكذا نوع من الاخبار الكاذبة ، فالصحافة هي الفضاء المهني الذي يجب أن يتمتع المشتغلون به الكفاءة والمهنية والمصداقية ويجب أن تُحّيد الصراعات السياسية عن حالات نقل الاخبار وقد تترجم تلك الصراعات عبر مقالات ووجهات نظر لا عن طريق ترويج للاخبار الكاذب التي تحمل إساءة أخلاقية للآخر ، وشدد المتظاهرون عن ضرورة تفعيل القوانين والانظمة الخاصة بعمل الصحافة لضبط العمل الصحفي بما يجعله لا يخرج عن السياقات المهنية .
بقلم : قاسم ماضي – ديترويت
