تم انقاذ 35 شخصا قبالة ساحل جزيرة سقطرى جنوب اليمن اثر غرق سفينة تجارية يمنية كانت تقل نحو ستين من سكان هذه الجزيرة، وفق ما اعلنت السلطات مشيرة الى "حادث".
وأصدرت الحكومة نداء استغاثة للسفن الحربية والتجارية الموجودة في المنطقة مع استمرار عمليات البحث للعثور على ناجين، بحسب ما افاد وزير الثروة السمكية فهد كفاين.
وكانت السفينة المنكوبة في طريقها من ميناء المكلا (جنوب شرق) الى سقطرى وعلى متنها سكان من الجزيرة كانوا في طريق العودة الى ديارهم عندما غرقت الثلاثاء على بعد 26 ميلا بحريا شمال غرب سقطرى الواقعة في المحيط الهندي، بحسب السلطات.
واكد كفاين أن السفينة "تحمل على متنها قرابة ستين راكبا بينهم اطفال ونساء"، مضيفاً أن "المعلومات الاولية تفيد بانها تعرضت الى حادث".
واكد الوزير عبر موقع "فيسبوك" "أن عدد الناجين من ركاب السفينة التي غرقت قبالة سواحل جزيرة سقطرى ارتفع إلى 35 راكبا" مشيراً أن عمليات البحث جارية عن الباقين، مضيفاً "أن الأمل مازال كبيراً بنجاة الجميع في حين إنه لم يتأكد من وفاة أي راكب حتى اللحظة".
استمرار البحث وتوسيع نطاقه
ونقلت وكالة سبانت الرسمية عن الرئيس عبد ربه منصور هادي دعوته الى "مضاعفة الجهود في سبيل توسيع اعمال الانقاذ وصولا الى تخفيف هذه المأساة التي المت بالجميع وبصورة خاصة مواطني الجزيرة في ظل الظروف المناخية الراهنة".
وقبيل ذلك، انقذت سفينتان نمساوية واسترالية راكبين عثر عليهما على متن قارب صغير، من دون ان يتضح ما اذا كانت هاتان السفينتان تجاريتين او حربيتين تعملان في اطار القوة البحرية الدولية التي تكافح القرصنة البحرية حول القرن الافريقي.
ولم يقدم كفاين توضيحات حول عملية الانقاذ.
وقال ان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "وجه الحكومة بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع السلطات في محافظتي حضرموت وارخبيل سقطرى، ورئيس الحكومة يتابع عملية البحث والانقاذ".
وتقع سقطرى على بعد 350 كيلومترا عن السواحل الجنوبية الشرقية لليمن، وكثيراً ما تشهد مياه اليمن حوادث غرق.
وبحسب المفوضية العليا للاجئين أوقعت حوادث الغرق هذه مند بداية 2016 ، 79 قتيلا على الاقل.
وبشكل عام، يحاول اثيوبيون وصوماليون فارون من الفقر والعنف باستمرار دخول اليمن للتوجه الى بلدان اخرى مثل السعودية. وعلى الرغم من الحرب المدمرة في اليمن، عبر نحو 106 آلاف شخص (88 الفا و700 قدموا من اثيوبيا و17 الفا و300 من الصومال) القرن الافريقي للتوجه الى اليمن مقابل 92 الفا و446 في 2015، و25 الفا و898 في 2006، حسب ارقام نشرتها المفوضية العليا للاجئين في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ويشهد اليمن منذ نحو 20 شهرا نزاعا مسلحا اوقع اكثر من سبعة آلاف قتيل ونحو 37 الف جريح منذ تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن في آذار 2015، بحسب الامم المتحدة.
ومرفأ المكلا كان خاضعا لسيطرة تنظيم القاعدة طيلة عام حتى نيسان الماضي. كما ان الرحلات الجوية بين سقطرى وباقي المدن اليمنية متوقفة بينما تخوض القوات التابعة للحكومة معارك متواصلة مع المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
ويدفع اغلاق المجال الجوي سكان سقطرى الى السفر على سفن تجارية انطلاقا من الجزيرة التي بقيت طيلة فترة النزاع موالية لحكومة هادي.
وتملك الجزيرة مقومات سياحية ضخمة لم تستثمر بعد نظرا للحروب التي شهدها اليمن في العقود الاخيرة، حيث خلف انعزال الجزيرة عن افريقيا واسيا مستوى غير مألوف من الاستيطان الحيوي على ارضها يشمل عددا كبيرا من النباتات الفريدة. وتشتهر الجزيرة بشجرة دم التنين التي تشبه المظلة وتعد من اغرب انواع الاشجار في العالم.
وكالات