بعض الاستهداف الأخير الذي طال، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية، وأدى استشهاده، رفعت طهران اليوم الأربعاء، الراية الحمراء على مسجد جمكران؛ وفي ذلك إشارة للاستعداد للانتقام على جريمة الاغتيال هذه.
وأول مرة رفعت فيها الراية الحمراء كان على خلفية استشهاد الجنرال في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، بضربة جوية استهدفته مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في بغداد.
وترمز الأعلام الحمراء في التقليد الشيعي إلى الثأر والانتقام للشخص المقتول، واللون الأحمر يرمز للدم المسفوك.
*الانتقام لـ"هنية"
وتعهد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في ايران السيد علي خامنئي اليوم الأربعاء، بـ"الثأر" لدماء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وقال خامنئي في رسالة على استشهاد هنية نشرت وسائل الاعلام الإيرانية جزءًا منها، وتابعتها السومرية نيوز، ان "الكيان الصهيوني المجرم الإرهابي جلب على نفسه بهذا الاعتداء أشد العقاب"، مؤكدا ان "الثأر لدماء هنية من واجب إيران لأنه استشهد على أرضنا".
من جهته، أكد الحرس الثوري الإسلامي، ان الرد على اغتيال إسماعيل هنية سيكون قاسيًا على الكيان الصهيوني، وسيكون من "جبهة المقاومة الضخمة"، مايشير الى اشتراك جميع الفصائل في محور المقاومة وليس من ايران فحسب.
وقال الحرس الثوري في بيانه الثاني عن اغتيال هنيه، انه "كما بلغه نداء الأمة الإسلامية الإيرانية العظيمة وأبناء الأمة الإسلامية ومناضلي جبهة المقاومة الأبية، في الساعات الأولى من صباح هذا اليوم الأربعاء 11 أغسطس 1403م، استشهد المجاهد العظيم "السيد الدكتور إسماعيل هنية" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المحترم وأحد حراسه في مكان إقامته بطهران في العمل الإرهابي الذي قام به النظام الصهيوني الجبان والمجرم".
وأضاف ان "الشهيد هنية كان ضمن الشخصيات البارزة من نحو 110 وفود أجنبية تمت دعوتها من قبل "مجلس الشرفاء للمجلس الإسلامي" للمشاركة في "مراسم افتتاح الرئاسة الرابعة عشرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، والتي قامت بعدة رحلات إلى بلادنا في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد العملية التاريخية "عاصفة الأقصى".
وأكد الحرس ان "هذه الجريمة أظهرت أن العصابة الصهيونية من المجرمين والقتلة والإرهابيين ترتكب أي عمل إجرامي بغض النظر عن القواعد والأنظمة الدولية للتغطية على الإخفاقات المشينة لحرب 9 أشهر في غزة، والتي أدت إلى مذبحة عشرات الآلاف من الفلسطينيين".
وأشار الى انه "لا شك أن هذه الجريمة التي ارتكبها النظام الصهيوني ستواجه ردا قاسيا ومؤلما من جبهة المقاومة القوية والضخمة، وخاصة إيران الإسلامية، ومباركة جهود "شهيد القدس" الدكتور إسماعيل هنية في الدفاع عن قضية وحقوق الشعب الفلسطيني".
ويوضح هذا البيان بشكل واضح أن الرد على إسرائيل لن يكون من ايران فحسب، بل من جميع فصائل المقاومة، وذلك بعد ساعات من تعهد المرشد الأعلى علي خامنئي بـ"الثأر" لدماء إسماعيل هنية كونه استشهد على الأراضي الإيرانية.
*موعد ومكان الدفن
في السياق، أعلنت حركة حماس تفاصيل مراسم تشييع إسماعيل هنية، والتي ستجرى بشكل رسمي وشعبي في العاصمة الإيرانية طهران، يوم غد الخميس ٢٦ محرم ١٤٤٦ هجرية الموافق ١ أغسطس ٢٠٢٤.
وأضافت حماس: سينقل الجثمان الطاهر إلى العاصمة القطرية الدوحة عصر يوم غد الخميس، و تقام صلاة الجنازة على روح الشهيد القائد في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة ٢٧ محرم ١٤٤٦ هجرية الموافق ٢ أغسطس ٢٠٢٤.
وأوضحت: بعد ذلك سينقل جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير ليدفن في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل، وستجرى مراسم تشييع الأخ الشهيد قائد الحركة في الدوحة، بحضور شعبي وفصائلي ومشاركة قيادات عربية وإسلامية.