حسام عبد الحسين
يوم الاربعاء ٣١/اب/٢٠٢٤ تم اغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الايرانية طهران، وكل الأدلة تشير الى “الموساد” الاسرائيلي، رغم إنها لم تتبنى عملية الاغتيال (تكنيك عسكري جديد)، لكن المصلحة باغتياله تؤكد ذلك. وجاءت عملية الاغتيال بعد زيارة نتنياهو الى امريكا ولقائه بايدن وترامب وإلقاء كلمة امام الكونغرس احتفت بالتصفيق الحار، واكتفت الطبقة السياسية في امريكا بعد اغتيال “هنية” بعبارة “عدم اطلاعنا المسبق على هذه الخطوة" و "استعداد أمريكا للدفاع عن إسرائيل وعواقب هذا العمل" و "ضرورة تخفيف حدة التوتر في المنطقة" للتضليل الاعلامي، لكن حين ندقق واقع الميدان نجد امريكا طرف اساسي وساند للجرائم التي ترتكب بحق اهالي فلسطين وغزة.
إن نتنياهو لم يحقق شيء من اهدافه، لا القضاء على حماس ولا تحرير المحتجزين ولا انتصار عسكري او سياسي بل ازمة داخلية ضد حكومته وعزلة دولية وضغط جماهيري سياسي عالمي ضده، لذا لا خيار لديه إلا لتوسعة الحرب في المنطقة، وعليه تم اغتيال “هنية” والقيادي في حزب الله اللبناني “فؤاد شكر” وقصف منطقة جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل في العراق، والاشارات تؤكد قبل ذلك اغتيال الرئيس الايراني “ابراهيم رئيسي” والوفد المرافق له، وهو يعلم (اي نتنياهو) أن قتل القادة السياسيين والعسكريين لا ينهي الجمهورية الاسلامية في ايران ولا يقضي على حماس ولا على حزب الله ولا على الفصائل في العراق، وانما يريد الاستفزاز لتوسعة الحرب في المنطقة لادخال تحالف الناتو في حرب مفتوحة مع ايران وحزب الله في لبنان وبالتالي؛ تدخل الحلفاء روسيا والصين.
ثمة امرٌ مهم لابد من التنويه عنه وهو أن الجمهورية الاسلامية في ايران وحلفائها روسيا والصين تحاول الحفاظ على هذه المناوشات ولا تريد حرب مفتوحة للحفاظ على نفوذها وتوسعاتها في المنطقة.
إن تحقق هدف حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة الاجرامية باشعال الحرب في المنطقة فأنه يدفع المنطقة برمتها لمخاطر وكوارث انسانية وانعدام الامان والحياة العامة، ويجدد الارهاب نفوذه، ويعمق الرجعية والتخلف وانعدام الحريات فوق المآسي الحالية، والمتضرر الوحيد هم الابرياء في المنطقة من الجماهير المحرومة والمضطهدة.