يعرف التدريب الميداني على أنه نشاط عملي ينفذ في إطار خطة منظمة خلال مدة زمنية، يتلقى فيه المتدرب تدريبًا عمليًا واقعيًا، يطبق فيه
كل الجوانب النظرية التي درسها، ويهدف ذلك إلى تحسين عملية التعلم ورفع مستوى الخبرات.
إذ يتضمن التدريب الميداني مجموعة من المهارات والخبرات، المقدمة بهدف مساعدة الطالب على اكتساب مجالات المعرفة المختلفة،
والخبرات الميدانية، والمهارات الفنية، بالإضافة إلى التعديل السمات، والسلوكيات الشخصية.
ويشار إلى أنّ هذا الأمر هو الذي يساهم بشكل كبير في النمو المهني للطلاب، وذلك من خلال ربط المعرفة النظرية بالتطبيق العملي،
وإتاحة الفرصة لاكتشاف قدراتهم، ورغباتهم، واحتياجاتهم.
لعل من أبرز أهداف التدريب الميداني العمل على إثراء تجارب الطلبة، وذلك من خلال ربط الدراسات الأكاديمية داخل الفصل بمواقف
عملية حقيقية في بيئة العمل، ويمكن تحقيق ذلك عبر إتاحة الفرصة للطلاب لاكتشاف اهتماماتهم المهنية في مجال تخصصهم الأكاديمي
ومعلوماتهم النظرية.
كما يعمل على إتاحة الفرصة للمتدربين لاكتساب مهارات جديدة من خلال تعويدهم على التفكير الابتكاري لحل المشكلات واتخاذ
القرارات العملية بثقة، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على واقع مستقبلهم العملي.
يُعد التدريب الميداني طريقة فعالة لمساعدة المتدربين على اكتساب واكتشاف قدرات ومهارات جديدة قد لا يمتلكونها في مجال تخصصهم
الأكاديمي، إذ تمكن هذه المهارات من توسيع مداركهم، وتعديل توجهاتهم، وتعزيز قدراتهم على الابتكار والإبداع، وأيضًا رفع قدرة
المتدربين على ربط الجانب النظري للمعرفة المكتسبة بالجانب العملي.
يُمثل التدريب الميداني مجال خبرة الطلاب الأولى، حيث يطبقون ما تعلموه خلال فترة تدريبهم في بيئة العمل الحقيقة، ويُشار إلى أنه يسمح
للطلاب بإبداء ملاحظاتهم الخاصة، ووصف تجاربهم، واتخاذ القرارات، وتحديد أولوياتهم الخاصة فيما يتعلق بما يجب التركيز عليه وما
يجب تجاهله.
إذ إنّ هذا الأمر هو الذي يصب في صقل شخصيات الطلبة، وذلك من أجل أنّ يصبحوا متعلمين مستقلين وذاتيو التوجيه،كما يساعد
المتدربين على تطوير فهمهم لإجراءات العملية التعليمية،ومن الجدير بالذكر أنّ التدريب الميداني يعمل على تعزيز مهارات التعلم الفردية.
يُوفر التدريب الميداني فرصة للتفاعل والتعاون مع المدربين ذوي الخبرة في مجال العمل، كما يمنح الطالب درجة عالية من الكفاءة
الإيجابية والرضا الوظيفي، إذ إنّ هذا الأمر هو الذي يساعد الطالب على فهم احتياجات وخصائص البيئة التي من المفترض أن يعملوا فيها،
كما يرفع من كفاءتهم في مجال تخصصهم الأكاديمي.
كثيرة هي الأمثلة على أشخاص انتهى بهم المطاف بالحصول على فرصة عمل في مكان التدريب، وهي واحدة من الأهداف غير المباشرة
للتدريب العملي، والتي يستفيد منها بالدرجة الأولى الطلبة الذين أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم في أثناء التدريب العملي.
يُمثل التدريب الميداني فرصة جيدة للشركات القائمة على التدريب؛ إذ يقدم المتدربين خدماتهم مقابل الخبرة في كثير من الأحيان، بالإضافة
إلى ما تقدمه هذه الشركات من تدريب عملي ينعكس أثره على رفع الكفاءة والمهنية للمتدربين.
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة
المغربية