العمل ودوره في حياة الفرد والمجتمع

اثنين, 10/21/2024 - 19:35

 

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة
المغربية

يُعرفُ العمل بأنّه كلّ نشاطٍ يُؤدّي إلى تحصيل مَنفعةٍ ماليّةٍ مُحدّدة.
ويُعرفُ العملُ أيضاً بأنّه القيامُ بتحقيقِ هدفٍ ما عن طريق تطبيق مَهمّةٍ ضمن شروطٍ مُعيّنة. ومِنَ التّعريفات الأُخرى للعمل: هو
مجموعةٌ مُترابطةٌ من المَهام التي تتّصلُ معاً بهدفٍ واحد، يقومُ بها شخصٌ ما يُطلقُ عليه مُسمّى (مُوظّف)، ويتمُّ عقدُ اتّفاقٍ بينه وبين جهة
العمل التي تُقدِّمُ له أجراً مُقابل عمله في نهايةِ فترةٍ زمنيّة مُتفقٍ عليها مُسبقاً.
توجدُ مجموعةٌ من الأسباب التي تُؤدّي إلى تشجيع الأفراد للبحث عن العمل، ومن أهمّها: يُعدُّ العمل الوسيلة الرئيسيّة للحصولِ على المال؛
إذ يسعى كلُّ شخصٍ قادرٍ على القيام بمهنةٍ ما إلى الحصولِ على دخلٍ مُناسب منها.
الحصولُ على فرصةِ تدريبٍ مُناسبةٍ ضمن بيئة العمل؛ إذ يستطيعُ الفرد الحصول على مجموعةٍ مِنْ الدّورات التدريبيّة التي تُساهمُ في
تطويرِ مهاراته الشخصيّة، وتُساعدهُ في الحصولِ على مجموعةٍ من المعلومات والمعارف التي تُؤدّي إلى تطوّره في مجالِ الوظيفة الخاصّة
به.
الاستفادةُ من المَهارات الشخصيّة الخاصّة بالزُّملاءِ ضمن بيئة العمل؛ من خلال التعرُّف على تجاربهم، ومعرفةِ الطُّرق التي ساعدتهم على
التطوّر الوظيفيّ، واكتسابِ العديد مِنَ المعلومات الجديدة التي تُساعدُ في تنمية المَهارات الذاتيّة.
يُحقّقُ العملُ العديدَ من الفوائد التي تعودُ بالنّفعِ على الفرد والمُجتمع؛ إذ يُعتبرُ العملُ من إحدى أهمّ أُسسِ بناء المُجتمعات، كما أنّهُ الوسيلة
التي تحافظُ على استقرارِ الأفراد، وتُساعدهم على تأسيسِ الحياة الخاصّة بهم بنجاح. والآتيّ مجموعةٌ من الفوائد الخاصّة في العمل،
والمُؤثّرة على الفرد والمجتمع:
توجدُ مجموعةٌ من الفوائد التي يُقدّمها العملُ للأفراد، وهي: المُستحقّات الماليّة: هي عبارةٌ عن مبلغٍ ماليّ يتمُّ الحصول عليه بشكلٍ يوميّ،
أو أسبوعيّ، أو شهريّ، ويُخصّصُ لكلِ فردٍ يعملُ في وظيفةٍ أو مهنةٍ ما مُقابل الأتعاب التي يُقدّمها خلال فترةٍ زمنيّةٍ مُحدّدةٍ، وكلّما بذل
الموظّف مجهوداً وخبرةً وكفاءةً تشهدُ تميُّزاً وتطوّراً، ساهم ذلك في زيادةِ قيمة المُستحقّات الماليّة بشكلٍ مُستمرّ.
تعويض التّقاعد: هو عبارةٌ عن مردودٍ ماليّ يحصلُ عليه الفردُ بعد انتهاء فترة العمل الخاصّة به، ويكونُ الحصول على التّقاعدِ قانونيّاً في
حال البقاء في العمل لمدّةٍ زمنيّةٍ مُحدّدةٍ مسبقاً، وفقاً لقانون العمل، أو عند وصوله إلى السنّ القانونيّ للتّقاعدِ، وفي كلا الحالتين يحصلُ الفردُ
على مبلغٍ ماليّ شهريّ يطلقُ عليه مُسمّى الرّاتب التقاعديّ.

الرّعاية الصحيّة: من الفوائد الإضافيّة للعمل، ويُطلقُ عليها أيضاً مُسمّى التّأمين الصحيّ، تُساهمُ في تقديمِ العديد من الوسائل التي تُحافظُ
على صحّةِ الفرد في حال تعرّضه للمرض، أو الإصابة أثناء فترة وجوده في العمل؛ لذلك تحرصُ كافّة المُنشآت على توفيرِ الرّعاية
الصحيّة للمُوظّفين.
الحصولُ على الإجازات: هي عبارةٌ عن مجموعةٍ مِنَ أيام العُطلِ، والتي يحصلُ عليها المُوظّفُ خلال فترة عمله، ولا تشملُ العُطَل
الرسميّة أو الأسبوعيّة، بل هي عُطلٌ تُقدمُ للمُوظفِ من أجلِ العديدِ مِنَ الأسباب، مثل: الإجازات المرضيّة، أو الإجازات العائليّة.
مثلما يُحقّقُ العملُ فوائدَ للأفرادِ، فإنه يعودُ بالفائدةِ أيضاً على المجتمع، ومن أهمّ هذه الفوائد:
النّمو المُستمرّ في الدّخل: هي عبارةٌ عن الفوائد التي تُؤثّرُ إيجابيّاً على الدّخلِ الشخصيّ للأفرادِ، ممّا يُؤدّي إلى ظهورِ مجموعةٍ من
النّتائج المُفيدةِ على المُجتمعِ ككلّ؛ إذ يتمكّنُ كلُ شخصٍ من الحصول على دخلٍ مُناسبٍ له عن طريق التحاقه بعملٍ ما، وينعكسُ ذلك على
المُجتمع، ويُساهمُ في تطوّرهِ ونهوضهِ بشكلٍ مُستمرّ.
زيادة الإنتاج المَحليّ: هو مِنْ أكثر الفوائد أهميّةً للعمل في المُجتمع؛ إذ تُؤدّي العديدُ من أنواع الأعمال والمهن، وخصوصاً الصناعيّة
منها، إلى زيادةِ نسبة الإنتاج المحليّ الخاصّ بالمُجتمعات، ممّا ينتجُ عنه تَحسُّنٌ في الوضعِ الاقتصاديّ العام، فكلّما ساهم قطاعُ الأعمال في
تشغيلِ الأفراد، أدّى ذلك إلى ظهور مُؤشراتٍ إيجابيّة حول النّاتج المحليّ للمُجتمع.
تقليل نسبة الجرائم في المجتمع: وهي من الفوائد المُهمّة جدّاً للعمل؛ إذ يُساهمُ التحاقُ الفرد بوظيفةٍ أو مهنةٍ ما إلى تقليل مُعدّلات الجريمة،
والتي تكونُ مُعظمها ناتجةً عن دافعِ الحصول على المال، فيُساندُ العمل التّهذيب الأخلاقيّ عند الأفراد، ويُساعدُ على توفير حياةٍ كريمةٍ لهم
بعيداً عن أيّ تصرُّفاتٍ خاطئةٍ مُرتبطة بأيّ نوعٍ من أنواع الجرائم التي يُعاقبُ عليها القانون.
زيادة كفاءة التّعليم: هي من فوائد العمل التي تعكسُ نتائجَ إيجابيّةً على قطاعِ التّعليم العام في المُجتمع؛ إذ يُقدّمُ العمل العديد من النّماذج
والأمثلة التي تُضيفُ فوائدَ مُختلفةً للتّعليم، وتُساهمُ في تطور المعايير الفكريّة عند الأفراد، كما أنّ للعمل دوراً مُهماً في نطاقِ التّعليم
الجامعيّ؛ فالكثيرُ من التَخصُّصات الجامعيّة جاءت نتيجةً لمجموعةٍ من الأعمال والمهن التي عرفها الإنسان؛ كالهندسة، والدّراسات اللغويّة،
والعملُ الإعلاميّ، وغيرها.
تحفيز الاستثمارات: من الفوائدِ الإيجابيّة للعملِ ضمنَ المُجتمعِ، فعندما تشهدُ الأعمال تنوّعاً في المهنِ يُساهمُ ذلك في دعمِ وتحفيز
الاستثمارات الداخليّة والخارجيّة، عن طريقِ استقطابِ العديد مِنَ الشّركات لتستثمر في المُجتمع من خلال الحصول على حصصٍ ماليّةٍ في
مُنشآت قائمة، أو افتتاح فروعٍ للشّركات العالميّة. وينتجُ عن ذلك تطوّرٌ ملحوظٌ في العديدِ من المجالات العامّة.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف