قدم مجموعة من علماء الأحياء الدقيقة في العالم، حلًّا غير تقليدي لمعالجة أزمة تدهور المناخ المتفاقمة على كوكب الأرض، استوحوها من جائحة فيروس كورونا التي استدعت إنتاج لقاح مضاد للفيروس في زمن قياسي.
وتعتمد فكرة الحل، على إنتاج لقاحات للمناخ توقف تدهوره، وتقلل من تداعيات التغيير المناخي الكارثية التي يشهدها العالم، من ارتفاع في درجة حرارة الأرض والجفاف وتدهور المحاصيل في مناطق واسعة، وفيضانات وأجواء غير اعتيادية في مناطق أخرى.
وورد الحل في وثيقة بحثية أعدها ١٨ من كبار علماء الأحياء الدقيقة في العالم، ونُشر في ١٤ مجلة أكاديمية بشكل متزامن بهدف إطلاع حكومات العالم عليها خلال المشاركة الكبيرة في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين ( 29COP) في أذربيجان قبل أيام.
وقالت البروفيسورة “راكيل بيكسوتو”، الأستاذة المشاركة في علوم البحار في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) في السعودية، إنها وزملاءها من علماء الأحياء الدقيقة حددوا ستة أمثلة بسيطة لـ “لقاحات” يمكن تنفيذها بشكل عاجل.
وأضافت “بيكسوتو”: “كما كان الحال في المراحل الأولى لتطوير لقاحات فيروس كورونا، لا تزال بعض هذه الحلول قيد البحث في المختبر، وهي بحاجة إلى دعم فوري من الحكومات لتوسيع نطاقها وتمويلها وتطبيقها كإجراءات لمواجهة الآثار المدمرة لتغير المناخ”.
وأوضحت الأكاديمية “بيكسوتو”: “شهدت جائحة كورونا أسرع عملية تنفيذ لإطار استجابة لحالات الطوارئ في التاريخ الحديث، ودعوتنا إلى العمل اليوم هي أيضًا اعتراف بالحاجة الملحة لمعالجة أزمة المناخ من خلال تنفيذ إطار عمل طارئ يستند إلى حلول بسيطة ومؤثرة”.
وأوضحت “بيكسوتو”، وهي المؤلفة الرئيسة للورقة البحثية: “تأثيرات تغير المناخ تفوق بكثير آثار جائحة فيروس كورونا.. نحن بوصفنا علماء ومؤلفين نعتقد أن أزمة المناخ تمثل القضية الأكثر إلحاحًا في عصرنا، ما يستدعي إطلاق إنذار من خلال العديد من القنوات الأكاديمية”.
وعرضت جامعة “كاوست” قائمة اللقاحات الميكروبية الستة التي تدعو المجموعة إلى نشرها، وهي تختلف بالتأكيد عن مفهوم اللقاح البشري الذي يعطى عن طريق الفم أو الحقن.
معززات عزل الكربون:
استخدام الميكروبات للمساعدة على عزل الكربون في التربة والمحيطات، ما يقلل من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ويثري التربة لتحسين نمو المحاصيل.
مُثَبطات الميثان:
دمج البكتيريا في المكبات ومواقع طمر النفايات لتقليل الميثان الذي ينبعث من القمامة، ويمكن تطبيق ذلك أيضًا على مزارع الماشية والأراضي الرطبة.
الطاقة الحيوية الميكروبية:
استخدام الطحالب والخميرة وقصب السكر والزيوت النباتية والدهون الحيوانية لصنع وقود حيوي يغني عن الحاجة إلى الوقود الأحفوري.
مكافحة التلوث:
استخدام الميكروبات لتفكيك الملوثات في النفايات الصناعية من مواقع البناء، وتنظيف الأراضي والمياه الملوثة.
استخدام الميكروبيوم (الميكروبات المفيدة):
تغيير النظام الغذائي للأبقار لتقليل الميثان الذي تنتجه.
ثورة الأسمدة:
استبدال النيتروجين الاصطناعي في الأسمدة بالبكتيريا الطبيعية لتحسين جودة الهواء والماء.
وتدعو الورقة البحثية التي تمثل ٢٤ جمعية ومؤسسة علمية متخصصة في الأحياء الدقيقة، حكومات العالم لاتخاذ خطوات فورية وملموسة تستغل قوة علم الأحياء الدقيقة وخبرة الباحثين وصانعي السياسات لحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة عبر تطوير “لقاحات” ميكروبية تعزز من مقاومة تبعات تغير المناخ.