ولاء العاني
سأروي لكم قصة العالم الموازي الذي كنت اعيش فصوله في طفولتي . كنت اعتقد ان هناك بشر يعيشون تحت الارض ويسيرون حيث نسير كظل لنا .
كنت طفلة كثيرة الحركة لكنني في العالم الموازي هادئة حد الملل . معلمتنا الشديدة القاسية كانت في عالمي الموازي لطيفة تجلب لنا الهدايا كل يوم . وسيارة ابي الحمراء كان لونها ابيض جميل براق . حتى الطاولة التي كنت اجلس عليها في المدرسة كانت مختلفة عن التي رأيتها في عالمي الحقيقي . بل حتى الممحاة . كنت افكر ماذا ستختار ولاء الاخرى واتسائل كيف سيكون ذوقها في الكتب . هل ستختار نفس الوان الاغلفة وعن ايها ستبحث اولا .
عالمي كان مليئا بالطيبة والقوانين التي تشبه الحياة في المدينة التي كانت في خيال افلاطون . لا ضرر ولا ضرار . حتى الشمس لم تكن تؤذيني حرارتها ولا رياح الشتاء كانت تشعرني بالبرد القارص . دراجتي الصغيرة ذات اللون الاخضر الفاتح في عالمي الاخر كان لونها وردي . وابواب ذلك العالم مفتوحة امامي . اذهب حيث اشاء يحملني فيها بساط الريح الذي كان تحت تصرفي ولا شيء يوقفني . اليوم رأيت رجلا يبكي ظلم زوجته في الغربة . عالم اخر قد لايراه الكثيرون منكم فتذكرت وقلت في نفسي هل سأجد في عالمي ذاك شخصا رماه شريك حياته بفتوى من الشرطة أو قانون المحكمة ؟ .
عالمي الجميل ليس فيه غير البشر الحقيقيون الذين يحملون في قلوبهم الحب والتسامح والسعادة والقناعة .
عالمي ذاك لا يشبهه الا المدينة الفاضلة .