صباح الزهيري
سخرت سحر عباس وضيوف برنامجها من مئات الآلاف من شهداء القادسية , واتفقت معهم بألايعتبروهم شهداء , أنه لمن انتكاث الزمن حين تتهجم هي والذين معها على اشرف واطهر فئة من البشر , وهم الشهداء الذين اعطو اغلى شيء في الدنيا هي ارواحهم الزكية , ليتها علمت ان ألشهداء هم أنبل الناس , وأشرف الناس , وأطهر الناس , تجردت نفوسهم من حب النفس والحرص على الحياة , فوضعوا أرواحهم على أكفهم , وقدموها رخيصة , من أجل وطن غال , وهدف سام , وغاية نبيلة , فطوبى لهم , وسيظل الشهداء أكرم منا جميعًا , وستظل تضحياتهم خالدة في ذاكرة التأريخ , تذكرها الأجيال القادمة , وستبقى دماؤهم التي روت الأرض دفاعًا عن العراق مصدر فخر لنا .
مهداة لذكرى أخي الشهيد الطيار ناجي ..... وعلى مثل (ناجي) فلتبكي البواكي .
نَم هانئًا مطمئنًا , لقد كرّست حياتك للدفاع عن وطنك وأمتك , وأنت اليوم تحظى بشرف الشهادة , هنيئًا لك وهنيئًا لأنفسنا باستشهادك , لقد تعلّمنا منك معنى الإباء والقوة والحزم , واليوم نستذكر خصالك الجميلة ومناقبك العديدة , ستبقى حاضرًا في قلوبنا وعقولنا أيها الغالي , ولن ننسى كل ما بذلته من أجل تعليمنا قِيم الفداء والوفاء والجهاد وبذل الغالي والنفيس في سبيل الوطن والأمة , لقد كنت بطلاً مجاهدًا منذ أن عرفناك , واليوم نلت أرفع الدرجات والمقامات بشهادتك . ايها الفارس الشهم نعاك رفاقك واخوتك الاحرار اصحاب الاقلام الحرة المترفعين عن فطائس هذا الزمن الرديء , الذيول والمخانيث والطفيليين لا ينعون الرجال صدر الدواوين , ولا يترحمون عليهم لانهم يشعرون بعقدة النقص اتجاه الاحرار واصحاب القيم والمعاني العالية والمترفعين عن مخالطة الخونة والعملاء .
(( ما أسرع ما تركض للموت تختصرُ الدربَ إليه و تهيم عليه , كأنَّ الموت كذا .. شربة ماء تشربها ثم تغفو , ثم تنهض من بعدها بطلاً , هكذا تتجبَّر , تأتي لأقسى التجارب تمسكها من نهاياتها , أَ فَتعرفُ أيّ المسالك يسلك من يقبلون على الموت ؟ أعرف الشهيد لم يأتهِ الموتُ في غفلةٍ أو بِطرفةِ عينٍ و لا اختصرَ الدربَ إلا بمقدار ما خطَّ تلك الرسالة , ووضعَ الموتُ في متناول جرأتهِ ثمّ حاصَرَهُ , وتوهَّمتَ أن شهادته محضُ موتٍ , كأنَّ المسافة بينهما ليس فيها سوى وقع أقداِمهِ , لحظة بدْءِ الرسالة , كنتَ تسمِّي لكل المروءات أسماءها , كلّ شيءٍ غَدا حلماً غير شيئين .. كانا الحقيقةَ أجمعَها , العراقُ وموتك ثم يسألني هاجسي كيف صافيتَ نفسَك ؟ هل كنتَ صافيتَ نفسك حين تَخَيَّرْت ؟ أم كانَ مجدُكَ أنَّكَ ألغيتَها ووضعتَ العراقَ بديلاً ؟ )) . أيها الشهيد يا مَن قدّمت دمك ونفسك وروحك في سبيل الله ودفاعًا عن وطنك , لقد كان فراقك صعبًا قاتلاً أوجع قلوبنا جميعًا .
يقول الجواهري :
دَمَ " الشهداء " لا تذهَبْ هباءً
ولا تجمُدْ بقارعةٍ ضَياعا
ولا تشكُ الظِماء فان فينا دماءً
سوفَ تشربُها تِباعا
ولا تَخَلِ الجفاءَ فلم تُغَيَّبْ يدٌ تُرعى ,
ولا ذمم تُراعى
فما كَدم الشهيد اذا تَنادى كثيرٌ
ناثِروهُ اذا تَداعى