يشكو العديد من الناس من قلة التوابل في الأكل المقدم على متن الطائرة؛ لكن في الواقع، عند تحليق الطائرة على ارتفاع 30 ألف قدم، فبراعم التذوق وحاسة الشم هما أول ما يختفيان، ولهذا يختلف مذاق الطعام.
ويقول تقرير على موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": هل تعلم أنك لن تشعر بمذاق الطعام الذي تتناوله على متن الطائرة؛ فعند تحليق الطائرة على ارتفاع 30 ألف قدم، ستكون براعم التذوق وحاسة الشم هما أول ما يختفي منك، فيصبح إدراكنا للملوحة والحلاوة شبه معدوم عندما نكون داخل الطائرة.
وعندما تصعد على متن الطائرة، يؤثر الجو داخل المقصورة على حاسة الشم لديك أولًا، ومع ارتفاع الطائرة ينخفض ضغط الهواء، وتنخفض مستويات الرطوبة، فعند ارتفاع حوالى 30 ألف قدم تكون الرطوبة أقل من (-12%)؛ أي أكثر جفافًا من معظم الصحاري.
مع الجفاف وانخفاض الضغط يقل التذوق
وحسب دراسة لمعهد فراونهوفر الألماني لفيزياء البناء؛ فإن الجفاف بالإضافة إلى انخفاض الضغط، يقلل من تذوق الإنسان للأطعمة الحلوة والمالحة بنحو 30%.
ووجدت الدراسة أننا نتخلى عن حواسنا التي نستشعر بها المذاق الحلو والمالح فقط، أما المذاق الحامض والمر والحار؛ فلا يتأثر تقريبًا.
والأمر لا يتعلق فقط ببراعم التذوق لدينا، ولكن بحاسة الشم أيضًا، فما يصل إلى 80% مما يعتقد الناس أنه تذوق لطعم الطعام؛ هو في الأصل شم له؛ لذلك على شركات الطعام أن تمنح الطعام المقدم على متن الطائرة نكهة إضافية، بإضافة الملح والتوابل إليه أكثر مما قد يفعله المطعم على الأرض.
أنت تتذوق بأذنيك أيضًا!
وحسب دراسة معهد فراونهوفر لفيزياء البناء؛ فبينما تعتقد أن النكهة تتأثر بأنفك وفمك؛ فإن علماء النفس يجدون الآن أن أذنيك يمكن أن تلعبا دورًا أيضًا في التذوق؛ حيث وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يأكلون على صوت ضوضاء في الخلفية صنّفوا الطعام على أنه أقل ملوحة وحلاوة من أولئك الذين يأكلون في صمت.
"الطعم الخامس".. لهذا نحب عصير الطماطم
ومع ذلك لا تتأثر بعض حواسنا الأخرى بالارتفاع، وخاصة ما يطلق عليه "الطعم الخامس" أو "الأومامي"، وهو الطعم اللذيذ الذي تقدمه الأطعمة مثل؛ السردين والأعشاب البحرية والفطر والطماطم وصلصة الصويا، ونظرًا لأن الطماطم غنية جدًّا بـ"الأومامي"؛ تجد الناس يطلبون عصير الطماطم في الجو أكثر مما يفعلون على الأرض.
