الشهيد الحكيم.. رحلة وطن

ثلاثاء, 12/17/2024 - 04:30

 

سلام محمد العبودي    

بعد طول الغياب عاد الحبيب المُضحي, ليستقبله الشعب العراقي, كالعطشان للماء في الرمضاء, جموع في كل مدينة, تستقبل سليل المرجعية, وسيد الجهاد والتضحية, والمهاجر المشتاق لوطنه وشعبه.

ليس كل من قرأ الحكمة يعيها, فمنهم من رضعها منذ الطفولة, ومنهم من قرأها طالبا الاستنباط للشُهرة, وشتان بين الاثنين, أما الخطاب المؤثر في النفوس, فكم من خطيب لا  يفهم منه المواطن؛ غير شعارات دون برنامج واضح, أو لا يحمل غير فلسفة فارغة, فالخطاب النافع علم له أهله, واضحٌ يفهمه المثقف والإنسان البسيط.

لقد نجح السيد محمد باقر الحكيم, قدس سره الشريف, في كشف زيف الشعارات الوطنية, الواضحة المشبعة بالرؤية الطائفية, من خلال كلام عزت الدوري, الذي وصف الانتفاضة الشعبانية  "إن صفحة الغدر والخيانة ( حسب تعبيره) تريد أن تقتل السنة في العراق, وإنها انتفاضة كردية شيعية، ولكن من أراد أن يؤذي صدام, فعليه أن يمر بـ(18) مليون عراقي, وسوف نحكم على, كل داع للإسلام وفي أثر رجعي" لينبري السيد محمد باقر الحكيم, بكشف ذلك التلاعب بالأفكار, عن طريق خطاباته, وسلسلة لقاءاته الإقليمية, وقد شهد له الأمين العام للأمم المتحدة, بقوله عند مقابلته "أول عمامة شيعية, تستطيع إيصال صوت الحق والمظلومين دوليا, وفضح جرائم الإبادة الجماعية, من على منبر الأمم المتحدة"

 عام 2003 وخلال للسيد محمد باقر الحكيم خطاب سياسي, في اجتماع لجنة المتابعة والتنسيق, المنبثقة من مؤتمر المعارضة العراقية, في شباط 2003 بكردستان، داعيا فيه توحيد جهود المعارضة, و ملئ الفراغ السياسي المتوقع, بعد إزالة النظام, وأن تأخذ القوى العراقية السياسية دورها الحقيقي في تحمل المسؤولية, لقد توج السيد محمد باقر الحكيم, خطاباته في إيران, بتوجيه نداء إلى الشعب العراقي, بمناسبة الهجوم الأمريكي البريطاني على العراق, بتأريخ السابع من آذار عام 2003, مؤكدا فيه جميع طروحاته وآرائه, التي ذكرها بإزالة النظام, وكان اليوم التاسع من نيسان لعام 2003؛ هو آخر يوم في تأريخ النظام، إذ يعد منعطفا جديدا, في تأريخ العراق والشعب العراقي, لزوال أعتى نظام قمعي عرفه التأريخ، وفيه تحققت الكثير من الآمال, للشعب العراقي الصابر.

البصرة و من منذ الشلامچـة, كانت المحطة الأولى, لدخول موكب السيد محمد باقر الحكيم, دون حماية أمريكية أو بريطانية, لإيمانه التام بعدم احتياجه للحماية, فهو بين أبناء جلته, وهم يعلمون أنه العالم, وابن المرجعية البار, بالإضافة للتضحيات الجسيمة, من أجل العراق وطناً وشعباً, استقبال شعبي مفعم بالحفاوة, وأهازيج لم نشهدها لكل المهاجرين, خاطب السيد محمد باقر الحكيم, الجماهير قائلاً: "إن أولويتنا هي, وحدة الكلمة ونحن في خدمة المرجعية, ولتوحد العشائر"  وتابع حديثه قائلاً: "العراق للعراقيين في جهادهم وبناءهم, وعدم فسح المجال لأزلام النظام السابق, للعيش بين العراقيين بأمان، واختتم خطابه بالشكر, للجمهورية الإسلامية الإيرانية, وجميع الدول التي ساعدت العراقيين"..

وصل السيد الحكيم الى النجف الأشرف, ليبدأ عمله في طرح مشروعه, على الجماهير من خلال الخطب الواضحة, في صحن جده أمير المؤمنين, علياً عليه الصلاة والسلام, مؤكداً التمسك بالمرجعية العليا ووصاياها, لبناء عراق ديموقراطي, ليحكم الشعب العراقي, نفسه بنفسه كونه لا يحتاج لحكومة جاهزة, لتكون حكومة تمثل المسلمين وكل الطوائف الأخرى؛ نابذاً الحكومات الجاهزة.

 

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف