لؤي الموسوي
يعد المجاهد الشهيد محمد باقر الحكيم، أحد ابرز الشخصيات في العراق، بتاريخه المعاصر.. فقد عُرف بدوره الكبير كزعيم ديني وسياسي، ومساهماته في تعزيز الوحدة الوطنية والإسلامية، أسّس كيان سياسي في المهجر، سعى من خلاله إلى تحقيق العدالة الإجتماعية، والحُرية للشعب العراقي، مع التركيز على احترام الهوية الإسلامية والوطنية للعراق.
كان ينظر للحكيم “قدس سره“ كضمانة إسلامية ووطنية، لأنه جمع بين القيم الدينية والسياسية والوطنية، وسعيه لتحقيق توازن بين مكونات المجتمع العراقي المختلفة، لهذا كان يحظى باحترام واسع بين الشيعة والسنة والكرد وكل المكونات، وأكد على ضرورة الحوار و التعايش السلمي، في بلد متعدد الطوائف، بعيداً عن النعرات المذهبية والعرقية.
كان الخيمة التي يلوذ بها اهلها، تحميهم من الخطر إذا احدق بها، وخير من دافع عن حقوق الشعب، وممثلهم في المحافل الدولية، لبيان مظلومية العراقيين، وفضح وحشية النظام الصدامي، الذي مارس القمع والإضطهاد، بحقهم منذ مجيئهم للسلطة.
الشهيد الحكيم مثل حصانة إسلامية ووطنية كبرى، لما يتمتع به من حكمة ورؤية شاملة، وقدرة على التوازن بين المصالح المختلفة، ولدوره في الحفاظ على الوحدة الوطنية، ونشر قيم العدالة والتسامح، مما عزز مكانته، كمرجعية تساهم في استقرار المجتمع، وبناء مستقبل أفضل.
رحل الحكيم عن عالمنا مستشهداً في تفجير إرهابي، استهدف شخصه ومشروعه، الذي سعى لتحقيقه على أرض الواقع، بعد سقوط حكم البعث، رغم ذلك يبقى إرثه رمزًا للوحدة والعمل، لتحقيق اهدافه الوطنية، التي ثبت اركانها، من خلال مسيرته الجهادية، ودماءه الطاهرة التي سفكت، جوار مرقد جده أمير المؤمنين “عليه وأله أفضل الصلوات“ من أجل عراق مزدهر، ينعم اهله بالأمن والعدالة الإجتماعية.