هناء الالوسي
تحت جنح الليل والقمر قد احيط بهالة النور
والنجوم تتراقص فرحا
جلست لتسامره ..
فقالت :
بما أحدثك الليلة أيها القلب
يانبض الروح في مخيلتي كلمات
أكره أن تتجاهلها
وأحب أن تستمتع بها
لتطرب شرايينك بانغامها
قال : وهل ابغى منك سوى حديثك
فانه يسري النبض
ويسعد الوتين
فردت بهدوء وخجل
الليلة ليلتي فاسمع مني
فالنجوم تراقب وتسمع
والقمر تلاشت عنه الغيوم
وتلك الشجرة تمايلت اغصانها
أما ذاك البعيد عني القريب مني يتأمل
أما روحي الحسناء أقبلت نحوي
فاطربي مسامعي ياشهرزاد العمر
فهل لك ألف ليلة وليلة
أم انها حكاية شجن وشوق عابرة
ابتسمت بخجل وهي مرتجفة الشفاه
وقد اغرورقت عيناها بالدمع وارسلت
بث صوت الحنين في روحي
ودوت الأشواق ايذانا بالرحيل
اقتربت منها ولامست عروقها
حتى قالت بهمس موجع نحن هنا
في أماكن مجهولة لايزورها الفرح
وليلتي هذه ليست كباقي الأيام
فالنجوم ليست ذاتها تضيء السماء
الشمس في نهاري تبدو حزينة
محاطة بكم من القهر والدموع
شروقها باهت وخامل ولهيبها معتم
اشكيك ياقلب حياة لن نراها الا في الاحلام
فأنا وأنت كجذوع خاوية
انجرفت عنها السواقي
وبانت طيبتنا بسبب الاحزان
نبحث عن زوايا هادئة للاختباء
لنرسم طريقنا في وهج النهار
فأركان الصباح ملوثة بالغرباء
وضجيج المنافقون مليء الأركان
وصهيل الادعياء بات يرهقنا
من السخرية أيها القلب أن أحدثك
لكنه واقع مرسوم بلا ارتباك
فالكلمة الطيبة سرقت من الافواه
والوفي منا غادر الدنيا
وعزيزنا فشل في البقاء
لأنه رسم بفرشاة من ماء
فجفت بأول ضياء
وضاع ماكان بيننا هراء
فلا ضرر أن أحدثك حين الرحيل
فالهجر بالمرصاد والموت على الابواب
عذرا أيها القلب انسيتني ماكنت ابغي
فشهرزاد العمر مضت مع الحياة
في صفحة من كتاب احترق في اول عتاب
