تكريم الفنان التشكيلي المغربي أحمد الهواري بعد مسيرة إبداعية متميزة في خدمة الفن والوطن

جمعة, 08/08/2025 - 11:14

وكالة العرب..  عبد المجيد رشيدي

في أجواء وطنية ملؤها الفخر والاعتزاز، احتفلت جمعية "تراتيات المغرب"، برئاسة السيدة زوبيدة الطويل، بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد في حفل ثقافي وفني مميز أقيم بقاعة لامارتين بمدينة الدار البيضاء، تحت شعار "عيد العرش: قصة ولاء ووفاء لا تنتهي"، وجمع بين الوفاء الوطني والإبداع الفني في تناغم راقٍ أبدعته مجموعة من الفنانين والمبدعين الذين شاركوا في إثراء المشهد الثقافي المغربي.

 

برز من بين هؤلاء الفنانين التشكيلي المغربي القدير أحمد الهواري، الذي حظي بتكريم خاص، اعترافًا بمسيرته الفنية الغنية والمتميزة التي شكلت علامة بارزة في تاريخ الفن التشكيلي بالمغرب.

 

يُعرف الهواري بفنه المتمرد الذي تحدى القواعد التقليدية للجمال والتشكيل، فهو ليس مجرد رسام بل باحث ومبدع دفع الحركة التشكيلية المغربية إلى آفاق جديدة، لقد كسر حدود النمطية، فكان فنان عصره من طينة نادرة، أسس فنه عبر تجربته الذاتية الطويلة التي امتدت عبر سنوات، حيث جمعت أعماله بين التجريب والعمق الإنساني، مما جعله شخصية فنية فريدة من نوعها.

يتميز أسلوب الهواري بالحركية والرمزية، حيث لا تكتفي لوحاته بالعرض الجمالي فقط، بل تحكي قصصا وأفكارا تدعو المشاهد إلى التفاعل والتأويل، يترك الفنان مساحة كبيرة للتأويل الحر، حيث قد لا يفهم البعض ما يرمي إليه، وهذا جزء من استراتيجيته الفنية التي تثير الفضول وتدفع المتلقي لمجهود فك الرموز والاستمتاع بالرسائل الخفية، بالنسبة له، النقد السلبي ليس إلا دلالة على وصوله لهدفه، إذ يرى في الاستفزاز الفني وسيلة لتوسيع آفاق المشاهد وجعله يشارك في رحلة البحث عن المعنى.

 

تجربة الفنان المغربي أحمد الهواري ليست مجرد ممارسات فنية بل هي رحلة حياة ملؤها التحديات والصراعات، من خلالها ترسخت قناعاته الفنية والإنسانية، هو فنان متمرد بحق، رفض التقيد بالمعايير الرسمية أو المألوفة، مفضلًا الانطلاق من حسه الإنساني العميق وتأمله في الواقع المحيط به.

 

حفل عيد العرش الذي جمع بين مختلف الفنون، من الغناء الوطني والشعر والزجل إلى الفن التشكيلي، كان منصة مناسبة لتكريم أحمد الهواري وكافة الفنانين الذين أسهموا في تعزيز الثقافة الوطنية وقيم الولاء والانتماء، التي يمثلها العرش الملكي المجيد.

 

تكريم أحمد الهواري هو تقدير لمسيرة فنية أثرت الساحة المغربية وجعلت منه رمزًا من رموز الإبداع والتجديد، وشهادة على الإيمان العميق بأن الفن هو مرآة الإنسان والهوية والتاريخ.

في هذه الذكرى الوطنية الغالية، يظل اسم أحمد الهواري حاضراً بقوة، ليس فقط كفنان تشكيلي، بل كمتمرد ومبتكر ومسافر في عوالم الجمال والابتكار، الذي واصل رسم طريقه الخاص بثقة وإصرار، رافعا راية الفن المغربي عالياً، متمنين له دوام الصحة والعطاء ليستمر في رحلته الفنية الملهمة.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف