لا ينكر احد مدى عمق الاستراتيجية التي اتبعتها السماء في توطيد جذور دينها الجديد في جميع انحاء المعمورة و خاصة في مكة موطن عبادة الالهة المتعددة فكان لزاماً عليها و على رسولها الصادق الامين ( صلى الله عليه و آله و سلم ) اتباع منهجية دقيقة و خطط محكمة تعطي ثمارها بالشكل المطلوب ، فكان اول ما سعت إليه هو نشر مبادئ التعايش السلمي بين الناس و المجادلة بالحسنى و احترام رأي المقابل ، فكانت تلك هي رسائل ديننا الحنيف لسائر المجتمعات الانسانية ، وبذلك استطاعت السماء و بفضل الجهود العظيمة التي قدمها النبي (صلى الله عليه و آله و سلم ) و اصحابه السابقين و خلفائه الراشدين ( رضوان الله عليهم اجمعين ) من أن يحققوا لهم موطئ قدم في سائر انحاء المعمورة ، لكننا اليوم ومما يؤسف له أن الفكر الداعشي الذي يدعي بأنه جاء بدين جديد وفق منظوره الخاص و نظرته التكفيرية لباقي المذاهب الاخرى على انها تغرد بسننها و تشريعاتها تغرد خارج السرب ، وعليها اعتناق ما جاء به هذا التنظيم من فكر لم تألفه البشرية جمعاء من قبل ، فكان من الاولى بهذا التنظيم اتباع نفس المنهجية و الاستراتيجية التي سار عليها الاسلام في بادئ الامر من مداراة الناس و التعامل معهم وفق مستويات عقولهم و مراعاة قلة الثقافة العلمية عندهم رغم انعدامها في بعض الاحيان ؛ بسبب غياب وسائل التعليم عند القوم سابقاً ، بل على العكس نجد أن التكفير و الحقد و الانانية و الانزواء الفكري المتحجر وكما يقول المثل اول الغيث قطرة فكان قتل الابرياء و تفخيخ الاسواق و تفجير البيوتات و استباحة الاعراض و تهديم تراث الامم و سجل ماضيها العريق بما تملك من آثار و تراث قديم هو الاسلوب الممنهج و المتبع عند داعش فهل هذا هو ما جاء به الاسلام عند نشر دعوته و دينه الجديد يا دعاة الاسلام يا اتباع الفكر المتحجر ؟ وهل بلغة السلاح و زهق الارواح و انتهاك الاعراض و تهديم المقدسات تريدون اقامة دولتكم و هداية الناس ؟ فاين انتم من كتاب الله تعالى وهو يقول ( لا إكراه في الدين ) فهذا القران يصرح بحرية التعبير و حرية الاختيار وليس على التهديد و الوعيد يا دواعش الفكر التكفيري ؟ فإن كان لكم دين حقاً وكما تزعمون فأجيبوا على سؤال المرجع الصرخي الحسني وهو : (( هل فجر النبي و اصحاب النبي انفسهم بين مشركي مكة ؟ هل فخخوا البيت الحرام ؟ هل فخخوا البيوتات ؟ هل فجروا الاسواق ؟ هل حرقوا الاجساد ؟ انا اريد من الجميع من السنة و الشيعة من اعزائنا و ابنائنا ان يتيقنوا من جهل الفكر التكفيري و جل الدواعش و إمام الدواعش و احب و اسعى إلى ان يصل الجميع إلى هذا اليقين ، ليبقى هذا على التسنن ، وهذا على التشيع ولكن لا يلتحق بالتكفير و بالأفكار الداعشية التكفيرية ))مقتبس من المحاضرة (16) من بحث وقفات مع التوحيد التيمية الجسمي الاسطوري بتاريخ 10/2/2017
فيا دواعش الارهاب و الدكتاتورية الفكرية ماذا تريدون ؟ و إلى متى تسفكون الدماء ؟ فهل نسيتم عاقبة الامور وما ستؤول إليه الامور غداً ؟ فانظروا في صحائف اعمالكم ماذا ادخرتم ليوم فاقتكم ؟
https://soundcloud.com/alsrkhyalhasany/ibn-taymiyyah-16
بقلم // احمد الخالدي