الوطنية والانتماء الوطني ،التضحية في سبيل الوطن ، الجميل الذي نقابل به المضحين ،كل هذا لابد من الاشارة اليه في هذه السطور التي لا تستطيع اعطاء المعنى الحقيقي للصورة العظيمة التي تحمله قلوب المضحين .وبالمقابل نذكر حقيقة داعش والمنظمات التي تدعمه والمرض الذي حُقنوا به ليصبحوا بهذه البشاعة من الاجرام . اما ما تحمله القلوب للشهداء والأبناء الاعزاء في ساحات القتال وشراسة الاقتتال فكيف نعبر عنه وما هو الموقف تجاه الجيش والحشد وهم يدافعون عن الوطن وعن الاعراض وكيف نتفاعل مع تلك التضحيات .
فنجد تحدي وصمود وإقدام وعزيمة وتضحية وإصرار ، دماء وأرواح أزهقت لأجل الوطن وتربته وشعبه ، عزة وكرامة وجهاد وولاء للعراق وأرضه . بالمقابل نرى كمين العدو خلف كل حجر وشجر وارصد كل السبل من قبل اتباعه المارقين حيث جندوا ودربوا و خلقوا قوما اماتوا ارواحهم وضمائرهم فهم في هستيريا دائما وأفكارهم مشوهة وعنيفة للنص الديني ورؤيتهم للعالم رؤية مريضة ولاهوتهم اقصائي ومنظومتهم منظومة احكام وثوقية منحرفة هم مجموعة من الاشخاص تقرأ نصوص الدين المحرّف وتمتلك قواعد جماهيرية دولية عنيفة يدعمها رأسمال اجتماعي اقتصادي ورمزي فتاك لديهم امكانات مختلفة لتعبئة وتجييش الانتحاريين يغذونهم بنمط تفكيري يعاند التاريخ الصحيح ولا يمكن الشفاء من هذا الداء إلا بدواء مضاد لتلك الافكار المنحرفة ومما يثير الدهشة هو مهارات الجماعات المقاتلة واحترافها في حقن مخيلة الشباب بمعتقدات الموت وتسميم عقولهم بجزميات مغلقة تحصر الطريق الى الجنة بقتل الابرياء ولا تجعل غاية للتدين إلا الانتحار والفتك الشنيع بالحياة والأحياء فرحنا نلاحق الانتحاري المباشر ونهمل المصنع الذي صيره انتحاريا . بنفس الوقت مصنعي هذه الجماعات هم نفس المنظمات التي ترسل الينا كل مظاهر الانحراف والانحطاط وتصدره لنا بغية قتل الاخلاق السامية فينا وجعل الارواح هائمة في بحور الفساد والتميع اللااخلاقي والتفكك المجتمعي والتهاون والتسافل .
فلوا تمعنا بمواقفنا المؤازرة للجيش والحشد ماهو تفاعلنا معهم كيف نمدهم بالعزيمة والإصرار كيف ندعمهم كيف نقابل هذه التضحية العظيمة وقد تركوا الديار والأهل والأبناء لأجلنا ؟!
ايعقل ان نجازيهم بالاحتفال بأعياد قد صدرها الغرب الكافر لبلدان المسلمين ايعقل ان نترك التفاعل مع عوائل الشهداء والأيتام والأرامل والثكالى ونسرف في الامول لأجل الهداية المستفيد الاول منها هو منشأ تصنيعها وتجار الباطل ؟! أيعقل هذا التهاون حيث الدماء تسيل والتسلية والفحش والقبح والانحطاط الاخلاقي من قبل السفهاء واختلاط الذكور والإناث في كرنفالات واحتفالات ولهو وطرب بينما ابنائنا في ساحات القتال يتحملون كل صعاب الحرب من برد وجوع وألم أيعقل صدور مثل هكذا تصرف من الشعب العراق ؟! أين خطباء المنابر والعلماء من هكذا سلوكيات اين نشر الوعي والتوجيه اذ مات عند السفهاء فمن يحيها ؟! لماذا هذا الجفاء لتلك الدماء الزاكية الم يحين الوقت لنكون واعيين غير مستهانين بعظيم التضحية ولتكن دمعتنا للشهداء ومواساتنا لعوائلهم ووقفتنا ومؤازرتنا لا بناءنا في ساحات القتال يكون لهم املا وقوة ومساندة ، واستنكارا لما حدث من اقامة الاعياد دون رعية لتلك الارواح ذكر المرجع الصرخي الحسني دام ظله الشريف جانبا من ذلك حيث خاطب الجميع وقال :
أبناؤنا يُقْتَلون في الجبهات والسفهاء يحتفلون بأعيادٍ فاسدة !!
الناس البسطاء الأبناء الأعزاء المخلصون المؤمنون يذهبون إلى جبهات القتال ويقتلون ويذبحون هناك، وفقدنا الكثير من الأعزاء، ويأتي سفهاء الأحلام وأهل السفاهة والتفاهة والانحطاط والانحراف وسوء الأخلاق والبهيمية يحتفلون بهذه الأعياد الفاسدة الواردة على بلاد الإسلام وعلى بلاد الشرق وعلى بلاد العرب وعلى بلدان الأخلاق، يحتفلون بعناوين ويقيمون المهرجانات التي تبيح المحرمات، التي تنتهك الأخلاق والحرمات، التي تجمع بين الذكور والإناث، فيأتيك سباق هنا، ومؤتمر أو احتفالية ورقص وطرب ولهو وفلنتاين وما يرجع إلى هذا الفسق والفجور والانحراف والانحلال، والأبناء الأعزاء يبذلون الدماء ويفقدون الأرواح، وكأن الأمر لا يهمنا ولا يعنينا، لا يوجد تفاعل مع كل تلك التضحيات، ما هذا الانحلال؟! ما هذا التمرد على الأخلاق وعلى الإنسانية؟! حتى تعجب أنهم يمارسون الرذيلة وسوء الخلق والانحطاط أكثر من تلك الدول التي صدرت إلينا هذه المظاهر الانحلالية الفاسدة .
مقتبس من المحاضرة {20} من #بحث :
" وقفات مع.... #توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري"
#بحوث : تحليل موضوعي في #العقائد و #التاريخ_الإسلامي للسيد #الصرخي الحسني
26 جمادى الاولى 1438 هــ - 24 -2- 2017 م