حصلت "زمان الوصل" على وثائق ترجّح وجود الصحفي الموريتاني إسحق مختار مراسل سكاي نيوز ـ عربية، وصحفيين آخرين في سجون تنظيم الدولة الإسلامية، كأول دليل مباشر.
وأظهرت الوثائق بالإسم والصفة هوية المسؤولين الأمنيين وآمر السجن الذي يقبع فيه الصحفي الموريتاني إسحق مختار الذي اختفى منتصف تشرين الأول ـ أكتوبر 2013، برفقة زميله المصور في قناة سكاي نيوز، اللبناني سمير كساب، وسائق سيارة كانا يستقلانها وهو سوري الجنسية.
وكان الصحفيان وسائقهما اختفوا أثناء مهمة صحفية لهم في حلب حسبما ذكرت قناة "سكاي نيوز".
وخلال عملية تدقيق واستقصاء بالاعتماد على ما تمتلكه من ملفات ضخمة حول تنظيم "الدولة الإسلامية"، استطاعت "زمان الوصل" تحديد هويات المحققين، والمسؤولين المباشرين عن السجن الذي يتواجد فيها الصحفيون، وكذلك أسماء الأمنيين الذي قاموا باختطافهم في حلب، وهم من جنسيات مختلفة.
وتشير وثيقة "عالية القيمة" إلى وجود ثلاثة صحفيين في زنازين منفردة، وهم صحفي موريتاني، ومذيع في قناة حلب، وصحفي يعمل لقناة "أورينت" - لم تتحدث الوثائق عن مصيرهم -.
وترجح المعلومات ـ بشكل غير قاطع ـ أن صحفي "أورينت" الموجود في سجن تنظيم "الدولة الإسلامية" هو الإعلامي عبيدة بطل، على اعتبار أنه اختفى في ظروف مشابهة لظروف اختفاء طاقم سكاي نيوز.
ويقول المركز السوري للحريات الصحفية، التابع لرابطة الصحفيين السوريين إن الصحفي "بطل" اختفى مع طاقم فني وسيارة بثّ كانوا يستقلونها خلال مهمة صحفية في 25 تموز ـ يوليو 2013، ولم ترد أية معلومات عنهم بعدها.
وكشفت الوثائق عن أن السجن الذي يقبع فيه الصحفيون يخضع لسلطة أبو محمد الفرنسي، وهو ـ على الأغلب ـ شخص مغربي الأصل كان يعيش في فرنسا، وهو مسؤول السجون في تنظيم الدولة.
ويتبع "الفرنسي" لشخص أكثر أهمية من ذات الأصول، ويدعى أبو عبيدة المغربي.. اشيع أن التنظيم أعدمه لتهم تتصل بالعمالة لكن مصدر "زمان الوصل" أكد عدم صحة ما أشيع..
وتقول الوثائق إن "أبو عبيدة المغربي" يتسلم منصب مسؤول جهاز "المخابرات العامة" في التنظيم، وهو الجهاز الذي يشرف على السجون والمعتقلات، ويقوم بالاعتقال بناء على تقارير ومعلومات يؤمنها عملاء وعناصر ينتشرون في مناطق نفوذه وحتى في مناطق أخرى.
المزيد من المعلومات في القصاصة أدناه وهي جزء من تقرير كتبه سجين "سلفي" سابق لدى تنظيم الدولة.. وصنف كتقرير سري لدى الجهة التي يتبع لها.. أسماء أخرى تظهرها الوثائق بينها المحقق "أبو حيدر" والذي كان يمارس التعذيب بحق السجناء، وهو سوري الجنسية، كان قد تم القبض عليه من قبل بعض الفصائل في الجيش الحر، وترجح الوثائق أنه قتل، أضف إلى ورود إسم المدعو "أبو مريم العراقي" وهو أحد المحققين في التنظيم.
ويعود تاريخ الوثائق التي حصلت إليها "زمان الوصل" إلى نهاية العام 2014، وهي تتقاطع مع شهادة واحدة حول الصحفيين المعتقلين تعود لأحد السجناء السابقين لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" ابراهيم الشمري، لاعب الكرة وحارس مرمى نادي الفتوة السابق.
و أشار الشمري في شهادته بعد خروجه من السجن الذي غادره في 10 شباط ـ فبراير 2015، إلى وجود صحفي يرجَّح أنه موريتاني و11 آخرين في سجن "العكيرشي" شرقي الرقة.
وتشكل وثائق بحوزة "زمان الوصل" أول دليل ـ من داخل التنظيم ـ على وجود الصحفي إسحق مختار وصحفيين آخرين اختفى أثرهم ولم ترد شهادات حول طبيعة اختفائهم، والمكان الذي يتم اعتقالهم فيه.
وعثرت "زمان الوصل" على عدة استمارات لأبو محمد الفرنسي، وأبوعبيدة المغربي، تحوي نفس اللقب لكن بأسماء وجنسيات مختلفة، وهو ماحدا بها لتأخير نشر الإستمارات..