صحيفة:الشعب الموريتاني يتعرض لإبادة صامتة

سبت, 04/01/2017 - 14:55
الشعب الموريتاني يتعرض لإبادة

يتعرض شعبنا لإبادة صامتة ، ومسلسل ، لا ينتهي ، من حالات الموت الجماعي  جراء أكثر من عامل. غير أن انتشار الأدوية المزورة والأغذية الفاسدة يتصدر ابرز أسباب هذه الإبادة الجماعية. فالدولة مكنت جماعات من السماسرة " التيفايه " - الذي لا يفقهون علما في الدنيا وليس لهم ضمير أو وعي بالإنسانية  - بالترخيص لهم في توريد الأدوية على نحو فوضوي ، يصحبه الجهل والجشع !.

فأغرقوا السوق الوطنية بالأدوية المزورة كليا، أو بالأدوية منتهية الصلاحية كليا أو جزئيا، أو مغشوشة في درجة الفاعلية العلاجية  كليا أو جزئيا.

أو توريد أدوية في ظروف تعبئة سيئة ، حيث تمكث مكدسة تحت أشحة الشمس الحارقة أو الرطوبة الشديدة ، لأيام عديدة .  فهذه الأدوية تأتي في علب وأكياس مهترئة  في السيارات من مسافات بعيدة  عبر التهريب  داخل أدغال إفريقيا، بالتواطئ  مع جهات دولية مافيوزية في إطار الفوضى العالمية التي طالت كل شيء. </p>

وبموازاة الأدوية المزورة الهلاكة، هناك وحوش بشرية  موريتانيون آخرون  متخصصون ن يعملون على مرأى ومسمع من السلطات ، في توريد الأغذية الفاسدة ، منتهية الصلاحية  هي الأخرى، أو سبق أن تعرضت لعوامل أثرت على قيمتها الغذائية وحولتها إلى أغذية مضرة  بالصحة ، بدلا من  أن تكون مفيدة. وهكذا ، تعج السوق الوطنية  الموريتانية  اليوم بمختلف أنواع هذه السموم  القاتلة ، من أدوية وأغذية  مزورة ومغشوشة ، وعديمة الفاعلية ومنتهية الصلاحية. فكانت النتيجة مروعة : فلا تخلو أسرة موريتانية  إلا وقد فقدت فردا أو أفرادا منها بسبب نوع من أنواع السرطان المنتشرة بين الشعب.

ولا تخلو أسرة  من الشعب الموريتاني إلا وتعالج مصابا ، ميئوسا منه،  بأحد أنواع السرطان، على هذا النحو الرهيب.  لقد كتبنا كثيرا في اعداد الدرب العربي منذ سنوات عن هذه الظاهرة،  وناشدنا السلطات الصحية بعقد ندوات توعوية على عوامل هذه الظاهرة، و حثثناها  على تنظيم ندوة علمية بحثية للاطلاع على الأسباب الفعلية لانتشار السرطان في بلدنا حتى أصبح وباء  يهدد المجتمع، كما هو حال الأوبئة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

ولكننا ننادي أصحاب القبور ! .. فحتى الآن، لم تكترث السلطات بهذه الظاهرة ، ولم تتحدث عنها  رسميا. وبروح المسؤولية إزاء شعبنا ، سنواصل توعية أبناء وطننا على خطورة بعض المواد الغذائية ، كما نوهنا عنها في أعداد سابقة، مثل المعلبات والعصائر  و" البساكيت " والمشروبات الغازية  والنعناع والخضروات  غير المعقمين ، والكسكس و ( العيش – العصيدة ) المعلبة في أكياس الاسمنت المشبعة بالغبار الدقيق من هذه المادة.

ومما يسعدنا أننا لاحظنا أن بعض المواطنين أصبح ينتظم في أطر مجتمعية للتوعية الشعبية على ظاهرة  الأدوية المزورة والأغذية الفاسدة .

ويسعدنا أن حزبنا كان السباق إلى  هذه الحملة التوعوية الشعبية، عبر الدرب العربي ،بين أوساط شعبنا ونخبه الشبابية  الوطنية .. الكريمة.

المصدر:صحيفة الدرب العربي

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف