التنقيب عن الذهب في موريتانيا حلم الأغنياء والفقراء

اثنين, 04/11/2016 - 17:33

أوقفت السلطات الموريتانية العشرات من الأشخاص وصادرت سياراتهم ومعداتهم، وذلك بتهمة التنقيب عن الذهب في منطقة تازيازت بالشمال الموريتاني خلال الفترة الأخيرة من شهر مارس الماضي.

وبحسب مصادر أمنية، فإن العديدين استهوتهم مغامرة البحث عن الذهب المدفون في الصحراء واشتروا لهذا الغرض أجهزة متطورة للكشف عن المعدن النفيس في باطن الأرض وبدأوا بالبحث في مناطق الشمال الموريتاني الغنية بالمعادن.

وبدأت موجة البحث عن المعدن النفيس من قبل الشباب الموريتاني الباحث عن الثراء بعد أن كثرت تراخيص الحكومة للشركات الأجنبية للتنقيب عن الذهب، ما يعني أن الصحراء الموريتانية غنية بالمعادن النفيسة، وهو ما تؤكده الكميات التي حصل عليها هؤلاء المغامرون ضمن رحلاتهم التي لا تخلو من مخاطر.

العشرات من الشباب انطلقوا في رحلات تدوم أياما إلى غياهب الصحراء ومعهم معدات بدائية وأخرى متطورة، فيعودون بنصيب وافر من الذهب حتى أصبح الحديث عن رحلة الثروة موضوعا يثري الجلسات بين السكان، ما جعل الكثير من التجار يتركون محلاتهم ويتوجهون نحو تازيازت وتجريت والمناطق المحاذية لهما الغنية هي الأخرى بالمعادن النفيسة.

ويبدو أن هناك من سبق الشباب الموريتاني إلى البحث عن الذهب في الصحراء، فقد أكد بعض الأدلاء السياحيين أنهم اصطحبوا سياحا أجانب إلى مناطق متفرقة من الصحراء الموريتانية وكانت معهم معدات صغيرة متطورة لاصطياد الذهب والمعادن النفيسة.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تضرب موريتانيا والتقارير الدولية التي تقدر نسبة البطالة في البلاد بأكثر من 30 بالمئة، وجدت رحلات البحث عن الذهب في الصحراء اهتماما كبيرا لدى الشباب الموريتاني رغم خطورتها، وخرجت بذلك من دائرة التداول السري إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فتعددت كتابات المدونين الموريتانيين عن هذه الرحلات بوصفها “بريق الأمل” بالنسبة إلى العاطلين عن العمل من الشباب.

وظهرت إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي تروج لأجهزة الكشف عن الذهب مصنوعة في ألمانيا، تعرض في أسواق نواكشوط ويصل سعرها إلى نحو ألفي دولار.

موسى، الشاب الذي لم يتمكن من مواصلة دراسة طب الأسنان في الخارج وعاد دون أمل، قرر أن يجرّب حظه مع بعض أصدقائه الذين يعرفون أسرار الصحراء، وقد أحضروا بعض التجهيزات البسيطة التي وفروها بإمكانياتهم البسيطة وهم يبحثون عمّن يملك سيارة رباعية الدفع تساعدهم في رحلتهم على أن يتقاسموا غنيمتهم بالعدل، في حين أن البقية ممن لديهم تجهيزات متطورة وسيارات يعطون 30 بالمئة لمن يعملون معهم.

وأفادت مصادر أمنية وإعلامية أن جهاز الجمارك الموريتانية داهم محال تجارية بالعاصمة نواكشوط الغربية، ويعتقد أن هذه المحلات التجارية تبيع أجهزة للبحث عن الذهب والنحاس بموريتانيا توصف بالمتطورة.

وأظهر شريط فيديو تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حجم إقبال الموريتانيين على التنقيب اليدوي عن الذهب والمواد المصاحبة في مناطق صحراوية شمال البلاد، غير بعيد عن مناجم شركة كينروس تازيازت.

وأكد مصطفى، أحد الشباب المغامرين من أجل الثروة، أنه قضى في صحراء تازيازت يومين مستخدما معدات بسيطة ومعرفته بالهندسة الجيولوجية وعاد بما يقارب 10 كيلوغرامات ذهب، وهو ينوي العودة لأن المغامرة ورغم خطورتها تؤتي أكلها وتؤمن ثروة لا يمكن أن تؤمنها الوظيفة العمومية، وهو المهندس الجيولوجي الذي يتقاضى ما لا يسد رمقه ورمق عائلته.

ومهما كان مدى صدق ما صرّح به مصطفى حول الكمية التي حصل عليها، فإن خطورة مغامرة البحث عن الذهب قد تأتي بأجل صاحبها خاصة إذا ما ضاع في فيافي الصحراء الشاسعة، إضافة إلى خطر الوقوع في قبضة الأمن بتهمة التنقيب عن الذهب دون رخصة.

وانتشرت كتابات وتعليقات الموريتانيين على مواقع التواصل الاجتماعي عن رحلات الثراء التي لا تتطلب سوى بعض الصبر والعناء لطرد الفقر عن الشباب العاطل عن العمل وخاصة من ذوي الشهادات العليا.

ودافع الوزير السابق محمد ولد أمين في صفحته على فيسبوك عن حق المواطنين الموريتانيين في البحث عن الذهب وغيره من المعادن النفيسة عبر مبادرات فردية. واستغرب ولد أمين من مضايقات الأمن لهؤلاء المغامرين الشباب قائلا “كيف لدولة عاقلة منع مواطنيها من الاستفادة من خيرات الأرض. ثم بأي حق يجوز لوزير أن يسن عقوبات بالحبس ومصادرة الأموال؟ ارفعوا أيديكم عن شبابنا فهم يستحقون التقدير”.

يذكر أن الأمن الموريتاني فرض طوقا أمنيا على المنطقة القريبة من منجم تازيازت، وبدأ في توقيف وطرد الباحثين عن الذهب ومصادرة معداتهم، ما دفع بالعديد من المغامرين إلى تحويل وجهتهم إلى مناطق أخرى.

المصدر

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف