تدرس الحكومة الموريتانية رفع القيود عن نشاطات التنقيب عن الذهب السطحي إثر الاهتمام المتزايد بالبحث عن المعدن الأصفر في البلاد.
ونقل عن أحمد ولد الطالب محمد، المسؤول في وزارة البترول والطاقة والمناجم، قوله إن الحكومة الموريتانية تنكب على صياغة قوانين قد تتيح مستقبلا للأفراد العاديين البحث عن الذهب المنتشر على وجه الأرض.
وفيما توقع خبراء أن تساهم هذه الخطوة في استقرار أسعار الذهب في البلاد أو تدفعها للتراجع الطفيف على الأقل، ارتفع هذا الأسبوع سعر الذهب على نحو مخيب لآمال كثيرين.
وتسعى نواكشوط لوضع إطار قانوني ينظم أنشطة التنقيب الفردية للموريتانيين للبحث عن الذهب بأجهزة التنقيب الاستشعارية. وقد انتشرت هذه الأجهزة الإلكترونية في موريتانيا مؤخرا، بشكل أعاد إلى الأذهان حمى البحث عن الذهب في الولايات المتحدة الأميركية، والتي بدأت في 24 يناير/ كانون الثاني 1848 مع اكتشاف جيمس مارشال الذهب في بعض مجاري الأنهار في ولاية كاليفورنيا.
وشهدت موريتانيا نهاية شهر مارس/آذار الماضي، جدلا واسعا على إثر اعتقال عشرات المنقبين في منطقة تازيازت شمالي البلاد. وصادرت أجهزة الأمن نحو ثلاثين سيارة كانت بحوزتهم إلى جانب أجهزة تقليدية للتنقيب عن المعادن.
ويتم استخراج الذهب بفضل هذه الأجهزة، لكن صعوبتها تكمن في أن عمليات التنقيب عن الذهب السطحي يخضع في الغالب للبحث العشوائي والمصادفة.
إذ لم يتم تطوير أجهزة موثوق بها حتى الآن يمكنها توجيه المنقب بالدقة المطلوبة نحو مكان وجود الذهب الخام. وعادة ما ينتشر الذهب في شكل جيوب مركزة، أو في شكل شذرات مختلفة أحجامها، ويمكن العثور عليها في الصحراء على السطح بسبب تحرك الرمال.
لكن التنقيب في الصحراء ينطوي على مخاطر ومشاق قد تكون أحيانا سبب هلاك كثير من المنقبين، ويتحكم الماء في هذه المغامرة بشكل أساسي، فضلا عن احتمال أن يتوه المنقب أو يقع في قبضة التنظيمات المسلحة التي تجوب الصحراء.
وانتشرت حملات البحث عن الذهب في السنوات الأخيرة في المناطق المكونة لحزام صحراء الساحل، والتي تشمل أجزاء من شمال النيجر ومالي وجنوب الجزائر مرورا إلى شمال موريتانيا وصولا إلى الساحل الأطلسي. وتحول هذا الشريط الصحراوي إلى قبلة للحالمين بالاغتناء واكتشاف لمعان المعدن الأصفر.
وليست موريتانيا وحدها التي تمنع الأفراد من التنقيب عن الذهب، فالجارة الجزائر تعتبر كل شخص يعثر عليه في الصحراء وبحوزته جهاز كشف المعادن مهربا يعاقبه القانون بالحبس لسنوات.
وتمنع الجمارك الجزائرية إدخال أجهزة كشف المعادن حتى البسيطة منها، على الرغم من أن تلك الأجهزة وبشهادة الخبراء لا تتجاوز قدرتها على اكتشاف المعادن تحت الأرض عمق المتر الواحد.
رغم ذلك، لا تخلو نشرات الأخبار في التلفزيون الجزائري والقنوات الخاصة من صور الأشخاص الذين تعتقلهم يوميا قوات الجيش والدرك الجزائري في براري الصحراء جنوبي البلاد.
وتعرض قنوات التلفزيون الحكومي في العادة صور التجهيزات المضبوطة، وقد تحولت الصحراء الجزائرية إلى قبلة للمنقبين من مالي والنيجر وتشاد، إثر رواج معلومات عن توفر الذهب على مسافات قريبة جدا من سطح الأرض.