قال رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الأستاذ سيدي محمد ولد محم "إن حرية التعبير وحرية الصحافة وغيرهما من الحريات العامة تعتبر مكاسب وطنية لا رجعة فيها،
كما أن توجهات السلطات العليا للبلد بقيادة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بشأن تنميتها وحمايتها ودعمها تعد خيارات ثابتة يتعين على كل السياسيين والإعلاميين التكاتف والتعاون المستمر على حمايتها من خلال إشاعة قدسية الخبر وحرية الكلمة".
وأكد الأستاذ سيدي محمد ولد محم في كلمة له خلال حفل عشاء نظمه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية مساء أمس الجمعة بفندق وصال بانواكشوط على شرف الصحافة الوطنية العمومية والخاصة، وكذا الصحافة الدولية الممثلة في بلادنا، أكد على أنه يعتقد شخصيا "أن خيطا رفيعا يفصل ما بين ضرورة تنظيم الحقل الصحفي واحترام قواعد وأخلاقيات المهنة الصحفية من جهة، وبين كبت الحريات وتكميم الأفواه وتمييع الحقل الصحفي من جهة أخرى، كما أن الفوضى لا تخدم الصحافة وأن التنظيم لا يضرها....".
من جهة أخرى وخلال كلمته الافتتاحية، وكذا في رده الختامي على مداخلات رؤساء وممثلي الهيئات والتنظيمات الصحفية في حفل العشاء المنظم من لدن حزب الاتحاد على شرفهم، ثمن رئيس الحزب الأستاذ سيدي محمد ولد محم تلبية الصحفيين لدعوته شاكرا إياهم على التجاوب الإيجابي والبناء، مجددا تمنياته لهم بسنة سعيدة مفعمة بالعطاء والنجاحات لكل مرتادي مهنة المتاعب، كما جدد تعازي الحزب في فقدان شهيدي المهنة الصحفية المرحومين عمر أنجاي وأحمد ولد الطالب، وشهيد العمل الخيري المرحوم أحمدو ولد عبد العزيز نجل رئيس الجمهورية، وغيرهم من الصحفيين وقادة الرأي الذين افتقدناهم السنة المنصرمة، حيث كان افتتاح حفل العشاء بقراءة الفاتحة ترحما عليهم جميعا، قبل أن يعبر رئيس حزب الاتحاد عن تمنياته الصادقة بفك أسر الصحفي المفقود في سوريا الزميل إسحاق ولد المختار وعودته سالما غانما إلى أرض الوطن، مؤكدا على أن حزب الاتحاد لن يدخر أي جهد في متناوله لتحقيق ذلك، كما هو شأن السلطات العليا للبلاد.
وشدد رئيس حزب الاتحاد على أن تنظيم هذا الحفل على شرف الصحافة سيظل ابتداء من الآن سنة متبعة لدى حزب الاتحاد مفادها كسر القاعدة التقليدية في التعاطي مع الصحفيين والقاضية بالاكتفاء غالبا بالحديث إليهم بدل الاستماع إليهم ومشاطرتهم همومهم وتطلعاتهم بوصفهم شركاء في ترقية وتنمية البلاد وخدمة الإنسان الموريتاني عبر العمل الجاد على بناء صناعة إعلامية موريتانية متميزة قوامها توظيف قدراتنا البشرية ومقدراتنا المهنية الكبيرة والمتنوعة لإحداث نقلة نوعية في مخرجات العمل الصحفي شكلا ومضمونا".
وأضاف رئيس حزب الاتحاد قائلا :"إن السنوات الماضية كانت فترة تكريس الحرية الإعلامية كمكسب لا رجعة فيه، وأن الفترة القادمة يجب أن تكون فترة مأسسة الحقل الإعلامي بامتياز، خاصة أننا نمتلك الخبرات والمهارات البشرية اللازمة لذلك في الداخل والخارج معززة بترسانة قانونية راقية في هذا المجال تحظى بالتقدير والاحترام محليا ودوليا".
وكانت مداخلات ممثلي الهيئات الصحفية خلال النقاش الذي تضمنه حفل العشاء المنظم على شرفهم من طرف حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، قد تطرقت لكل جوانب العمل الصحفي العمومي والخاص في بلادنا، معددين العراقيل والمشاكل التي يعتبرونها عوائق في سبيل تحقيق المزيد من تكريس الحريات الصحفية ومحاربة تمييع الحقل الصحفي، ودعم وتأطير المؤسسات الصحفية، عمومية وخاصة، حتى تتمكن من القيام بأدوارها على الشكل المطلوب.
كما شكر الصحفيون المتدخلون قيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية على تنظيم هذا اللقاء البناء وعلى ما أتاحه لهم من استعراض لواقع وآفاق تنمية وتطوير الحقل الصحفي الموريتاني.
وقد حضر حفل العشاء أعضاء المكتب التنفيذي والمجلس الوطني لحزب الاتحاد فضلا عن العديد من البرلمانيين وغيرهم من منتخبي الحزب وجمع معتبر من الصحفيين والشخصيات السياسية والثقافية الوطنية.