"لقد ظهرت التوترات مجددا بين الرياض والدوحة في هجوم إعلامي مستدام ضد قطر باعتبارها تهديدا للاستقرار والأمن في الخليج" الفارسي.. وكانت الحجة الأخيرة بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي هي تصريحات نسبت إلى الأمير تميم بن حمد في حفل تخرج عسكري يوم 23 مايو الماضي.
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية فإنه ادعى تقرير نشر على موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا) في وقت لاحق من ذلك اليوم أن أمير البلاد ذكر أن قطر كانت على علاقة متوترة مع إدارة الرئيس ترامب ووصف حماس بأنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، واعتبر إيران صاحبة دور كبير في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وفي وقت لاحق، قال تلفزيون قطر إن هذا الخطاب المزعوم ليس صحيحا، وفي وقت متأخر من يوم 24 مايو ذكر موقع شبكة قطر الوطنية أن الوكالة تعرضت للاختراق، ونشرت تصريحات كاذبة عليها.
حملة لتشويه سمعة الدوحة
وبغض النظر عما إذا كانت الأخبار مصنوعة أو ملفقة، يؤكد حاضرو حفل التخرج العسكري على أن الأمير لم يلق أي كلمة على الإطلاق، وبالرغم من ذلك أثارت تصريحات تميم ضجة فورية في وسائل الإعلام الإقليمية، لا سيما في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد منع كلا البلدين قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام القطرية في أعقاب التصريحات المزيفة.
ويؤكد نشر مقالات كثيرة ضد قطر في السعودية والإمارات على أن هناك حملة منظمة تجري لتشويه سمعة الدوحة إقليميا، حيث يأتي هذا بعد ثلاث سنوات من المواجهة بين قطر وثلاثة من جيرانها ( المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين).
ماذا عن ترامب؟
ويبدو أن التقارب بين إدارة ترامب من جهة والرياض وأبو ظبي من جهة أخرى ساهم في هذه الحملة، لا سيما وقد أشارت إدارة ترامب إلى أنها تعتزم اتباع مجموعة من السياسات الإقليمية التي تتماشى إلى حد بعيد مع تلك الموجودة في أبوظبي والرياض. وكان كل من محمد بن زايد ونائب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان من كبار زوار واشنطن في الفترة التي سبقت قمة الرياض مع القادة العرب والمسلمين.
وعلاوة على ذلك، فإن عدم خبرة الكثيرين في السياسة داخل دائرة ترامب قد أتاح فرصة لكل من السعوديين والإماراتيين لرسم تفكير الإدارة في القضايا الإقليمية الهامة مثل إيران والجماعات الإسلامية، وكلاهما كان واضحا خلال زيارة الرياض.
وبينما سعت إدارة أوباما إلى تعزيز مشاركة الولايات المتحدة مع دول مجلس التعاون الخليجي ككتلة واحدة، ركز ترامب بدلا من ذلك على السعودية والإمارات العربية المتحدة باعتبارهما الركيزتين التوأمين لنهجها الإقليمي. وتفيد التقارير أن روابط قوية بين مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر ومحمد بن سلمان نائب ولي عهد المملكة العربية السعودية، وكذلك مع يوسف العتيبة، سفير الإمارات المؤثر في واشنطن.
ويتبنى المديرون الرئيسيون في إدارة ترامب، مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس ومدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، وجهات النظر حول إيران والإخوان المسلمين التي لا يمكن تمييزها تقريبا عن تلك الموجودة في الرياض وأبو ظبي.
وقد بدأت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في الظهور كقائمتين رئيسيتين حول سياسات الولايات المتحدة الإقليمية لإعادة تنظيمها، بما في ذلك مجموعة من المصالح الدفاعية والأمنية المتشددة؛ فالغارة المشتركة التي شنتها القوات الخاصة الأميركية والإماراتية في اليمن في يناير الماضي ربما تكون فقط أول مبادرة مشتركة متعددة في مناطق النزاع الإقليمية في الأشهر والسنوات المقبلة.