لا صوت في موريتانيا هذه الأيام يعلو على أصوات مرددي الروايات والشائعات، حول ما بات يعرف في البلاد بحمى البحث عن الذهب، بعدما تواردت تقارير عن أن مواطنين عاديين وجدوا كميات من هذا المعدن النفيس على سطح الأرض.
ودفعت هذه الأنباء عشرات الحالمين بثراء سريع إلى شد الرحال لمنطقة إينشيري المنجمية شمال العاصمة انواكشوط، للتنقيب عن الذهب باستخدام أجهزة استشعار ألكترونية وأدوات بدائية في هذا المجال.
ولم تتدخل سلطات موريتانيا لإجهاض هذا الحلم، بل إنها أعلنت أنها سترخص للمواطنين البحث بأنفسهم عن معدن الذهب، في بلد فقير تنتشر فيه البطالة والمشاكل الاقتصادية المزمنة.
وبعيدا عن الجدل حول جدوائية عمليات التنقيب البسيطة هذه، إلا أنها – عثرت على الذهب أو لم تعثر عليه- تحولت إلى منجم للحوادث والقصص الطريفة، التي توردها وسائل الإعلام المحلية بانتظام.
وفي أحدث هذه التقارير نقل موقع إخباري في البلاد عن مصادر محلية قولها إن شــابا من المنقبين أصيب بصدمة نفسية بعدما قاده جهازه الكاشف لخاتم من الذهب بإصبع هيكل عظمي بشري، مدفون في قلب الصحراء.
ونقل المصدر عن شهود عيان أن المنقب الشاب كان يستخدم جهازا للكشف عن الذهب ووصلته إشارة تفيد بوجود قطع ذهبية، فحفر في المكان متتبعا الإشارة، لكنه فوجئ بعظام بشرية، عبارة عن جمجمة وأصابع كان بأحدها خاتم من الذهب الخالص.
وذكر الشهود المزعومون أن الشاب دخل في حالة هسترية غريبة دفعته إلى الجنون.
لكن مثل هذه الحوادث لن تؤثر على الأرجح في رغبة كثيرين في خوض هذه المغامرة، إذ لا تزال مناطق الذهب تستقبل العشرات وسط ارتفاع جنوني لأسعار أجهزة التنقيب.
وتعلق موريتانيا آمالا كبيرة على تنمية قطاع المعادن والرفع من مساهمته في دفع الاقتصاد وتنويع قاعدته، اعتماداً على المقدرات الكبيرة التي تتوفر عليها البلاد من ثروات معدنية لا يزال أغلبها طور البحث والاستكشاف.