بعد الاحتلال الأميركي عام 2003 دخل العراق في منعطف خطير جعله يترنح في مكانه و لسنوات طوال ، فبعد سقوط النظام السابق تأمل العراقيون خيراً بالحكومات التي جاءت مع دخول المحتل و عقدت عليها آمالاً كثيرة ابسطها مستقبل زاخر بالعيش الكريم علَّ هذه الوجوه الجديدة تكون فاتحة خير على البلاد و العباد لأنها جاءت وهي ترفع شعارات رنانة في مقدمتها الحرية المطلقة والديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي و بتلك الحيل الماكرة و الشعارات المزيفة تكون تلك الحكومات السياسية الفاسدة قد قطعت شوطاً كبيراً أو لنقل نصف الطريق في مخططها الانتهازي وفي المقابل نجد أنها قد أكملت النصف الثاني بفضل و دعم و مباركة مقطوعة النظير من قبل مرجعيات النجف فنالت دعمها القوي في كل الأحداث الجارية حتى في أصعب الظروف الحالكة التي تهدد عروش تلك القيادات السياسية الفاسدة فكانت هذه المرجعيات صمام الأمان وبمثابة المرجع الروحي والراعي الرئيس للعملية السياسية الجديدة برمتها حيث حصل التناغم بينها وبين قادة الاحتلال وقد وضع الطرفان الخطوط العريضة لخارطة العراق الجديدة من حيث السياسة والاقتصاد فكانت الأمور تدار بأشرافهم المباشر وكانت لها اليد الطولى في خط الدستور الجديد تحت الوصاية الاجنبية على العراق من خلال مشاركة ممثليها الفعالة في صياغة الدستور الجديد دستور الديمقراطية المزيفة والتحرر المعدوم الذي قدمت له الدعم اللوجستي الكبير من خلال توجيه العراقيين نحو التصويت لصالح الدستور الفاشل بل أنها أفتت بحرمة الأزواج على بعولتهن في حال عدم الانصياع لفتاواها الإجرامية فضلاً عن تحريمها للصوم و الصلاة على كل مَنْ لا يقف بجانب دستورها فقد حشدت الجموع و أمرتهم بانتخاب الدستور بديلاً عن القران الكريم دستور السماء المقدس و التصويت بنعم على هذا الدستور المشؤوم ومع مرور الأيام والسنين التي فت الثغرات و الالغام الموجودة في هذا الدستور وما الواقع المأساوي الذي نعيشه اليوم فالحال اسوء حال ولا امن ولا امان حتى اصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات والنزعات الدولية والداخلية وامسى العراقيون يقدمون قرابين واضاحي كل يوم لتلك المشاريع المشئومة التي خططت لها ايادٍ خفية من خلال الطائفية وحرب الميليشيات وآخرها تنظيم داعش الارهابي والقتل و سفك الدماء وما يرافقها من عقود الصفقات السياسية الفاسدة و المشبوهة التي تقف وراء استنزاف أموال وخيرات العراق وأنهكت قواه وأضعفت مشاريعه الاقتصادية ليعيش الشعب في أسوء الازمنة على مر التاريخ حيث النهب والسلب والفساد والإفساد وكيف تسعى هذه الجهات الى تمزيق وحدة العراق وما الصيحات لأبواق النشاز للساسة الكرد ودعواهم الواضحة للانفصال وإعلان الدولة الكردية المستقلة وكيف يسعى هؤلاء بعد ان ثبت لديهم حجم الضعف في حكومة بغداد وعقدهم الاتفاقات السرية في ضم العديد من المناطق الشاسعة من شمال و شرق و غرب العراق لصالح الإقليم في خرق واضح للدستور العراقي وفي محاولة منها لتنفيذ مشاريع اجندات خارجية تسعى لتمزيق وحدة البلاد وعلى مرأى و مسمع الجهة الراعية للدستور والحكومة (مرجعية النجف )التي تمثل قطب الرحى في كل شيء ويُرجع اليها في مثل هذه الظروف الصعبة التي يواجهها العراق فلا غرابة في سكوتها فليس بالجديد عليها الصمت و الخنوع في مثل هكذا وضع خطير جداً يضرب بوحدة العراق فهل يا ترى هي راضية بما يجري على البلاد ؟ أو أن الأمر فيه تطابق وجهات نظر مسبقة وصفقات مبرمة خلف الكواليس ؟ أم ان القضية هي تحصيل حاصل أوهي جزء من افرازات ذلك الدستور الذي خط بيد برايمر وبمشاركة المرجعية الاجنبية وهذا ما فتح المجال للكرد بما يريدون فمَنْ يا ترى سيكون الضحية ؟ ومَنْ الذي سيدفع ثمن تمزيق وحدة العراق و ضياع و هدر ثروات العراق؟؟؟؟................
بقلم محمد الصالح