إن ما يمر به العراق من أحداث في هذه الأيام والتجاذبات والتهديدات بين سياسيي الإقليم وسياسيي بغداد العراق من جانب ومليشياتهم التابعة لكلا الطرفين تنذر بحرب ضروس يحترق فيها الأخضر قبل اليابس بسبب هول وقعها و تأثير الكبير من مجريات الأحداث في الساحة الخارجية و الداخلية فهي تكاد تكون اشد وأكثر ضراوة من الحرب على الإرهاب من داعش والقاعدة . ونحن نقول هذا ليس من باب التشاؤم ولكنه واقع مفروض و ملموس و كل المعطيات تشير إلى حقيقة هذا الواقع المرير الذي يشهده العراق وسياسة قياداته العرجاء المكللة بالمخاطر و المطبات التي لا يُحمد عقباها فكلما خرجوا من حفرة وقعوا في واحدة أخرى, لماذا لان من قاد البلاد بعد الاحتلال ومن أتى معه وتحت حمايته أو على دباباته اثبتوا أنهم عملاء للمحتل و بامتياز أرضعتهم الملاهي ودور الخمرة و القمار فلا حكمة او سياسة ناجعة او نظرة ثاقبة للأجيال القادمة و مستقبلها المشرق , فأدخلوا العراق في دوامات لا طائل منها و لا نعلم متى يخرج العراق منها رغم ما قدمه من تضحيات جسيمة سالت جراءها انهاراً من الدماء و كثرة الحروب .
و هنا تأتي جملة من التساؤلات التي تدور في خلجات كل عراقي منصف يحب بلده يراه ينهار أمامه وهو لا حول ولا قوة له و هي : مَنْ يا ترى قد أوصلنا لهذا الحال المزري ؟ ومَنْ كان له الدور الكبير في وصول تلك الحفنة السياسية الفاسدة إلى دفة الحكم ؟ ومَنْ أضفى طابع الشرعية على جرائمهم المفسدة التي تلاعبت بمقدرات العراق؟ ومنْ قدم لهم الدعم اللوجستي المباشر في إثارة النعرات الطائفية واصطفافاتهم الفئوية المذهبية ؟ ومَنْ وجه الشعب وتلاعب بمشاعره ليهتف لهم ويمجدهم (علي وياك علي ) و (الله اكبر ياعلي نريد قائد جعفري ) و القائمة تطول في ذلك المجال شعارات جعلت من هؤلاء الساسة الخونة قادة وسادة ومنْ فرض على الناس الدستور المفخخ الذي يحمل في طياته فقرات مبهمة كل منهم يفسرها على هواه ومصلحته , وما نراه اليوم من مسعود البرزاني من تفسيرات للدستور وبما يخدم مصلحته بخصوص استقلال الاقليم و انهيار كامل لوحدة العراق يجعلنا نقف كثيراً و نتأمل ونشكك في عمالة من قال لنا صوتوا للدستور بنعم وحرم علينا زوجاتنا ان لم نصوت بنعم للدستور مصدر البلاء على العراقيين وهذا ما اقر به جميع ساسة العراق ومراجعهم ومن على خطبهم ومنابرهم .
اذا هنا نقول وبكل صراحة الى السيستاني واخوته المراجع العظام الم يكن منكم رجل رشيد ويأخذ الدستور ويدققه ويبين مواده للناس ويجعلهم على حقيقة من أمرهم و فقراته ومواده المبهمة فلنسألهم ان كنتم لستم على قدر المسؤولية لماذا تتصدون للأمور وتقحمون الناس بشيء لا تعرفون عنه ؟؟ ام انكم تمثلون اجندات خارجية تعمل على تنفيذ مشاريع المحتلين في العراق و من تأمر على الشعب ونفذ مشاريع الاحتلال في تقسيم العراق على نار هادئة حتى وصلت ذروتها اليوم اثنان لا ثالث لهم اما العمالة او الجهل المركب .
والسؤال والاهم والأكبر والأعظم اين مراجعنا اليوم من هذه الأحدث اين صمام الأمان السيستاني لماذا نراه أقحم الشعب ودفن رأسه في التراب كالنعامة , ان كان الناس المغرر بها التي تقدسكم لاتعي حقيقة وجودكم في العراق لانها وضعت ثقتها بكم فتركت لكم الامور بكل تفاصيلها , ولكن الله يرى ويسمع ويسجل والدماء التي تسيل وستسيل انتم المسؤل عنها امام الحكم العدل الذي لايضيع عنده مثقال ذرة عمل فكيف بذنوبكم العظام الجسام ؟
بقلم / كاظم البغدادي