من أجمل اللحظات أن تتشرف أقلامنا بخط أروع ما تكتب من كلمات في حق نبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) لنستلهم من تلك الشخصية العظيمة الدروس و العبر ، و ننهل من معينها القيم و المبادئ الأخلاق الحسنى بغية تحقيق التكامل الأخلاقي الذي تنشده السماء ، وقد تجسدت هذه الصورة الناصعة المعالم بشخص رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه و آله و سلم ) كي تضع البشرية النقاط على الحروف لحياة حرة كريمة بما يتلاءم مع طبيعة النهج الإسلامي ، و لهذا نجد أنها قد جعلت من حركات ، و سكنات ، و أقوال ، و أفعال الرسول بمثابة المنهاج المستقيم في بناء المجتمع الصالح ، وقد جعلت الامتثال ، و الطاعة الصحيحة لكل ما يصدر منها ، و المترجم على لسان رسولها الكريم بمثابة المقياس الأوحد في التمييز بين الحق و الباطل ، و طبعاً هو ميزان التقوى ، فعندما كان نبينا يزور قبر أمه آمنة بنت وهب ، و عمه الحمزة ، و زوجه السيدة خديجة (عليهم السلام ) و قبور شهداء بدر ، و أحد من الصحابة الكرام ( رضي الله عنهم أجمعين ) وكما نقلته الكثير من كتب ، و مصادر المسلمين المعتد بها فيا أيها المسلمون ، يا أيتها العقول النيرة المعتدلة هل يوجد في هذا ما يدعو إلى التكفير ، و القتل ، و التمثيل بجثث القتلى للمظلومين الذين ذهبوا ضحية البدع ، و الشبهات ، و الأكاذيب ، و الترهات المنحرفة التي جاءت مع داعش الضال حتى كالت التهم و الافتراءات بحق المسلمين أتباع سنة رسولنا (صلى الله عليه و آله و سلم ) فهاهم يبكون بدموع التماسيح على الدين الإسلامي ، وقد جعلوه السكين المسلطة على رقاب البشر الذين لا زالوا يدفعون الأثمان الباهظة جراء التطبيق الفعلي لتعاليم ، و شرائع ، و أحكام الإسلام رغم أن مصادرهم صرحت بأحقية جواز زيارة القبور عملاً بالسنة الواردة عن الرسول ، وكما أشرنا إليها آنفاً ، فهاهو الحافظ ابن حجر الهيثمي ينقل عن الدارقطني ، و ابن السبكي ، و البزار فيقول : (( وقد روى البزار و الدار قطني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله –صلى الله عليه و آله – مَنْ زار قبري وجبت له شفاعتي ) ، و رواه الدارقطني أيضاً ، و الطبراني ، و ابن السبكي و صححه بلفظ ( مَنْ جاءني زائراً لا تحمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً عليَّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة ) . فبعد هذه الأدلة الدامغة يا دواعش الفكر الإرهابي ، و التكفير الإجرامي لماذا تسفكون دماء العزل و الأبرياء ظلماً و جوراً ؟ فالنبي يحث المسلمين ، و غير المسلمين على زيارة قبره الشريف ، و الجائزة هي الفوز بشفاعته ، و انتم تقتلون الزائرين ، و تكفرونهم ، و تستبيحون دمائهم ظلماً و جوراً ؟ فهل أنتم أفضل تشريعاً من شريعة محمد ؟ و هل أحكامكم المنحرفة و عقائدكم الفاسدة أفضل ، و أقوم من سنة النبي محمد ؟ وقد علق المهندس الصرخي على بدع و شبهات الدواعش المنحرفة قائلاً :(( لاحظ، زار النبي ليس لمسجد النبي، وليس لشدّ الرحال لمسجد النبي ، من جاءني زائرًا لا تحمله حاجة إلّا زيارتي ، إذًا قَصَدَ الزيارة ونفس الزيارة )) مقتبس من المحاضرة (14) من بحث ( من المهد إلى اللحد ) في 30 / 9 / 2016
بقلم // احمد الخالدي