بعد التي و اللتيا بانت ملامح الانتخابات و قربت ، بعد ان كانت كل التكهنات ، تنذر باحتمال تأجيلها ، ذلك بسبب كم المشاكل التي يعيشها العراق في هذا الظرف العصيب . الكل سوف يتهيأ و يعد العدة من الآن ، كي يخوض هذا الغمار ، من اجل محاولة حصد اكبر قدر ممكن من اصوات المقترعين حين ذاك . هذا و بلا ادنى شك ، هو حق مباح و متاح و مشروع للجميع ، ممن تنطبق عليهم المعايير و الشروط ، ستبقى غاية الجميع هي الحصول على حق نيل منصب رئاسة الوزراء حيث من خلاله فقط ، يستطيع الحزب تنفيذ برنامجه و اشاعة متبنياته و افكاره بين المجتمع ، على النطاق الاوسع .
لعلنا لا نجافي الحقيقة و لا نعاكس الواقع ، إنْ قلنا ان رئاسة الوزراء هي شبه مضمونة ، ان لم نقل انها قطعا مضمونة و ستكون من حصة حزب الدعوة تحديدا و لأسباب عديدة . لكن لأي جناح في حزب الدعوة ستكون بتحديد ادق ؟! لجناح المالكي ام لجناح العبادي ؟! هذا هو التساؤل الاهم ، الذي طرح و سيطرح على مدار الوقت ، لحين البت فعليآ في الامر .فأما بخصوص جناح المالكي ، فلا احد يستطيع إنكار حقيقة ثبات شعبيته ، رغم الاثار السلبية التي خلفها و كم النكبات التي عشناها في فترته و ما بعدها ، هذه بكل تأكيد لم تأت من فراغ فالإعلام الموجه و بِمختلف طرقه ، لا يزال صادحآ بِاسمه و يمجد بِانجازاته !! و لذلك يجب أنْ نقر أنْ حظوظه في امكانية نيل هذا المنصب لِجناحه ، هو امر ممكن و ممكن جدآ ، لكن ليس لشخصه بالتحديد ، كونه منتهي الصلاحية و ليس بمسموح له شغل هذا المنصب لعدة اعتبارات و هو يعي ذلك جيدآ لذلك فجل محاولاته تكمن في اخذ هذا المنصب لجناحه و تولية من يراه مناسبا لهذا الاستحقاق من وجهة نظره ، كي لا يعيد خطأ المرحلة السابقة عندما رفض التنازل عن رئاسة الوزراء و اختيار بديل من اعوانه ، فركن جانبا رغمآ عنه و تم اختيار العبادي رئيسا للوزراء بعيدا عن موافقته .
و اما فيما يخص العبادي و جناحه فهو و حسب رأي جل المحللين و المراقبين للشأن السياسي العراقي ، يرون بأن العبادي هو الرجل المناسب للفترة القادمة و معظم الكتل السياسة تود التحالف و التالف معه ذلك ان اسهم مقبوليته لدى الجماهير هي في ازدياد مستمر . لذلك فمسالة حصده للاصوات هي مسالة في حكم المنتهية و التي لا جدال فيها و كل من سيكون في جانبه سيكون هو الفائز بلا ادنى شك ايضا .
لكن ، في خضم هذا التنافس في إطار حزب الدعوة ذاته ، ارى انه و من اجل ادامة السيطرة و الاستحواذ على هذا المنصب ضرورة تنحي العبادي عن مسالة الترشيح لهذا الاستحقاق في حال فوزه بالانتخابات ، ناهيك عن عدم قدرة المالكي اصلا للحصول عليه كما قلنا ذلك سلفا . ذلك لان التوجه هذا سيخلق تعدد الصقور لدى حزب الدعوة و على مدى كل فترة انتخابية ، سنجد حصاد اكبر للاصوات من قبل هذا الحزب بحكم هذا التعدد ، بذلك سيبقى مسيطرا على مقاليد الحكم الى امد ليس بِقصير .
سيف ابراهيم