تعجز الاقلام عن وصفه وهي غير قادرة عن إعطائه حقه وكيف وهو الذي بُعث رحمة للعالمين وقد كان بأيام الحجز والمقاطعة التي قام بها زعماء مكة حيث قاموا بفرض الحصار الجائر عليه وعلى من إتَّبعه وعزْلهم في شعاب مكة وقاطعوهم من كل الجوانب ومع كل ذلك وهو يناجي ربّه ويدعو لهم بأن لا ُيُعذبون بقوله إن قومي لا يعلمون أي انسان بهذا الرحمة وهذه الرأفة واي شخص غيره يتحلى بهذه الصفة الحميدة وهذا الرحمة الربانية وكيف وهو صاحب الخلق العظيم وعنه قال ربُّ العزة ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم)ٍ) فمن قيل به هذا القول ومن وصفه بهذا الوصف العظيم انه من خلقاه ومن بعثه لهداية الناس فان اخلاق النبي الخاتم لم يصل اليها أي انسان حيث كان في قمة التواضع يدخل الاعرابي الى مجلسه وهو قائد الامة وخير البشر والسراج المنير والهادي الى الصراط القويم ويقول من منكم محمد (صل الله عليه واله و سلم)لانه كان يجلس بين اصحابه جلسة متواضع لم يتخذ من المجلس صدره ولم يتعالى على الناس فكان يجالس العبيد ويأكل معهم ويجلس على الارض ويربط الشاة بيده الكريمة فاي خلق رفيع يحمله نبينا واي صفات حمدية يتصف بها فهو كان مثال الرحمة الربانية في الارض للناس وعنوان الخلق العظيم بالقول والفعل والانسان المتكامل من كل الجواب فانه صل الله عليه واله وسلم تحمل ما تحمل من اجل هداية الناس وانقاذهم من الهلكة والسير بهم نحو بر السلم والسلام ومن اليوم الاول الذي وطأة قدماه المباركتان ارض المدينة فانه اسس قانون التعايش السلمي ووحد المجتمع الاسلامي في تلك المدينة حيث المؤاخاة بين المهاجرين والانصار الخطوة الجبارة التي لم يقم بها أي نسان قبله حيث جعل مجتمع المدينة كالجسد الواحد وزرع المصطفى (صلى الله عليه واله سلم) بذور المحبة والمودة والتعاطف والايثار والاخلاص في ذلك المجتمع ليكون المجتمع المثالي الذي يستحق حمل الرسالة الالهية فالنبي الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إنسان من الطراز الأول تلونت خلفيته الإنسانية بطيف من الثقافات المتحررة من إيديولوجيات العبودية والتعصب القبلي والتطرف الفكري ، فقدم للبشرية جمعاء ثقافة بديلة تقوم على التسامح والمحبة وتقبل الآخر، بمختلف ألوانهم وأعراقهم ، وكان لدى الناس أثيرًا ولها قريبًا وعليها مسؤولًا فيما يتعلق بأحوالهم ومعائشهم ومالهم وماعليهم ، أبًا عطوفًا وأخًا شفيقَا و صديقًا حميمًا ، لا يفرق بين إنسان وآخر مهما كان دينه أو مذهبه ، المعيار الصحيح عنده العمل في الشأن العام ، هو مدى الحفاظ على مصالح الناس وحقوقهم ، على عكس ما أسس له أئمة التيمية الخوارج المارقة في يومنا الحاضر من خرافات التعصب الديني والفكري وأثنيات عنصرية تقويضية ، التي تصدى لها مفندًا وبجدارة ، المحقق الأستاذ بفيض علومه المعتدلة المتمثلة ببحوثه السامقة ( الدولة المارقة ...في عصر الظهور ...منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم" ) و( وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري
بقلم : ابو احمد الخاقاني