كثر هم الذين يدعون التدين ويتظاهرون بالدين وكل منهم يبحث لمصلحة شخصية معينة وأغلبهم تجدهم عندما يتقمصون دور الرجل العالم الورع المتدين الذي لا مثيل له تجدهم هدفهم هو لغرض ودافع شخصي لا يراد منه ضرب الدين وتشويه صورته بل إتخاذه وسيلة وستراً لهم لتحقيق رغباتهم، لكن هناك من يتقمص دور العالم الرباني وهدفه من هذا الدور هو ضرب الدين وتشويه صورته والقدح بأقدس مقدساته حتى ينفر الناس منه من الداخل والخارج، كما فعل ابن تيمية في الدين الإسلامي حيث عمل هذا الدعيّ على ضرب الدين من الداخل من خلال فتاواه الدموية القاتلة التكفيرية القائمة على أصول التجسيم والقدح والتجريح بالذات الإلهية المقدسة..
فأي خرافة وأي أسطورة تلك وأي تشويه وقدح بالذات الإلهية المقدسة ويأتي بضعة أشخاص يقولون أن تيمية غير مجسم دون النظر إلى ما يسطره من خرافات وبدع في كتبه التجسيمية ... ومن خرافاته إنه الله سبحانه وتعالى عما يصف التيمية إن له يدان وكلتاهما باليمين ؟؟ أي إن له يدان في جهة اليمين فقط ؟؟!!! وليت هذا تجسيم فقط بل هو تجسيم فيه التشويه والسخرية والإستهزاء بالذات الإلهية، حيث يقول في كتابه مجموع الفتاوى الجزء السابع عشر وفي الصفحة 92 و93 ...
(( روى مسلم في ((صحيحه)): عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا». رواه مسلم. وفي حديث آخر في ((صحيح مسلم)) أيضًا: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَطْوِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّمَاوَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُو نَ. ثُمَّ يَطْوِي الْأَرَضِينَ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُون وَقَدْ جَاءَ ذِكْرُ الْيَدَيْنِ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ وَيَذْكُرُ فِيهَا أَنَّ كِلْتَاهُمَا يَمِينٌ مَعَ تَفْضِيلِ الْيَمِينِ. قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ لَمَّا كَانَتْ صِفَاتُ الْمَخْلُوقِينَ مُتَضَمِّنَةً لِلنَّقْصِ، فَكَانَتْ يَسَارُ أَحَدِهِمْ نَاقِصَةً فِي الْقُوَّةِ نَاقِصَةً فِي الْفِعْلِ؛ بِحَيْثُ تَفْعَلُ بِمَيَاسِرِهَا كُلَّ مَا يُذَمُّ؛ كَمَا يُبَاشِرُ بِيَدِهِ الْيُسْرَى النَّجَاسَاتِ وَالْأَقْذَارَ، بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ كِلْتَا يَمِينِ الرَّبِّ مُبَارَكَةٌ لَيْسَ فِيهَا نَقْصٌ وَلَا عَيْبٌ بِوَجْهِ مِنْ الْوُجُوهِ، كَمَا فِي صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ ، مَعَ أَنَّ الْيَمِينَ أَفَضْلُهُمَا كَمَا فِي حَدِيثِ آدَمَ قَالَ: «اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ » فَإِنَّهُ لَا نَقْصٌ فِي صِفَاتِهِ وَلَا ذَمٌّ فِي أَفْعَالِهِ؛ بَلْ أَفْعَالُهُ كُلُّهَا إمَّا فَضْلٌ وَإِمَّا عَدْلٌ، وَفِي ((الصَّحِيحَيْنِ )) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَالْقِسْطُ بِيَدِهِ الْأُخْرَى يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ» فَبَيَّنَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَالْعَدْلَ بِيَدِهِ الْأُخْرَى، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ مَعَ أَنَّ كِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، فَالْفَضْلُ أَعْلَى مِنَ الْعَدْلِ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ كُلُّ رَحْمَةٍ مِنْهُ، فَضْلٌ، وَكُلُّ نِقْمَةٍ مِنْهُ، عَدْلٌ، وَرَحْمَتُهُ أَفْضَلُ مِنْ نِقْمَتِهِ؛ وَلِهَذَا كَانَ الْمُقْسِطُونَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ، وَلَمْ يَكُونُوا عَنْ يَدِهِ الْأُخْرَى، وَجَعْلُهُمْ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ تَفْضِيلٌ لَهُمْ )))!!!!...
فعلى الرغم من التعارض الموجود في تلك الروايات التي قال عنها ابن تيمية صحيحة فهو يصرف ويتأول على الحديث ويقول مرة اليد اليمين ويقول عن الأخرى يمين أيضاً ويصفها فوق اليمن ؟؟ دون الأخذ بنظر الاعتبار وتبادر الذهن وإنصرافه إلى إن اليمن خلافها الشمال أو اليسار وإلا لماذا قال يده اليمين ولم يقل كلتا يديه اليمين ؟؟!! وهذه الأحاديث التي يقول عنها تيمية صحيحة متناقضة فيسقط أحدهما على أقل تقدير لكن بما إنها تتماشى مع رغبته وتجسيمه فإنه يقول بصحتهما ...
ثم نسأل التيمية سؤال أليس من الثابت عندكم إن الله خلق ادم على صورته فلماذا البشر لديهم يد في اليمن والأخرى في الشمال وليس كما يقول تيمية كلتا اليدين في اليمين ؟ أليس هذا اختلاف وتناقض غريب في عقيدتكم التجسيمية ؟؟!! فكما قال المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الخامسة من بحث " وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري " {{... فقد ثبت إنهم مشبّهة مجسّمة وأرباب التشبيه والتجسيم ومنبعه وأصله، (يعني تجسيم أصلي خط ونخلة وفسفورة)...}}.
فلا مجال لإنكار التجسيم والتشبيه في عقيدة ابن تيمية التي يريد منها تشويه صورة الدين من خلال إثبات وجود صورة وجسم للذات الإلهية المقدسة والتجريح والتنكيل بها بالصورة التي ذكرناها حتى ينفر الناس من الدين الإسلامي، فهؤلاء أدعياء الدين الأشد خطراً على الإسلام والدين بصورة عامة من باقي الأدعياء.
بقلم : احمد المــلا