التأريخ هو نتاج نشاطات وتجارب وحضارة الأمم والشعوب بكل ما تحمل من إيجابيات أو سلبيات ...
إذًا فائـــدة التأريخ تكمن في استخلاص العبر من التجارب الناجحة والفاشلة أيضا .
فالتجارب الناجحة نستفيد منها في حاضرنا وفي نفس الوقت نطورها ومن يأتي بعدنا أيضًا يأخذ بها وينقحها ويطورها ، والعكس في حالة التجارب الفاشلة والفاسدة ، فإنها ستكون منبهًا لنا وموعظة في عدم الوقوع في الأخطاء السابقة ، وهكذا فان المفترض انه كلما تقدم الزمن كان التأريخ عاملا في تكامل مسيرة البشرية نحو مجتمع أفضل يسوده العدل والخير والفضيلة ...
نبدأ على سبيل المثال منذ تأريخ قيام الدين الإسلامي ، وكيف كانت عبادة الآلهة والأوثان عاملًا في جهل وظلام وتخلف المجتمع البشري فجاء الإسلام الرسالي مخلصا لهم من تلك الأدران والظلمات ...
وبعد سيادة الإسلام على ربوع الجزيرة العربية ووفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وقعت حوادث كثيرة منها الايجابية ومنها السلبية كفتنة الخوارج . واستمرت الفتن والتجارب ، إلى أن وصلنا إلى وقتنا المعاصر وطرحت الكثير من التجارب والإيديولوجيات في مختلف أرجاء المعمورة ووقعت حربين عالميتين وتلتها أو زامنتها حرب باردة.... ...
ملخص الكلام أن التاريخ غني بالتجارب ويستطيع الإنسان الواعي المتخصص في دراسة التاريخ واستخلاص العبر منه للاستفادة منها في بناء الحاضر والمستقبل .
وهذه هي فائدة دراسة التأريخ وعلى مدى العصور والأزمان .
هذه المعاني نجدها تتجلى بصورة واضحة في منهجية السيد الأستاذ الصرخي الحسني في بحوثه العقائدية المستمرة منذ سنين ، لتنقية التأريخ وتهيئته ليكون منهلا ومنبعا صافيا للأجيال سواء في الحاضر أو المستقبل ..
ومن أبرز تلك البحوث التاريخية هي بحوثه حول التوحيد التيمي ومهازل ابن تيمية التكفيري والتجسيمي للخالق جل وعلا التي لابد للأمة أن تتجنبها وتتحصن منها حتى تستطيع مجاراة الأمم المتحضرة بل حتى تكون هي الرائدة على وجه البسيطة.
وهنا أضع بين يدي القارئ الكريم رابط أحد محاضرات هذا المرجع المحقق الإسلامي :
بقلم/ سامر الغفاري