أبا حراز ... هو أحد أكبر شيوخ سيناء، رجل صوفي زاهد ضرير عمره تجاوز 100 عام، كان معلمًا وقدوة للناس في التقوى والزهد والأخلاق، وعلى العادة والمنهج الأصيل في الكذِب والافتراء والتكفير والذبح وقطع الرقاب فقد ادّعى تنظيم داعش الإرهابي أنّه ذبح أبا حراز بحد السيف وقطع رقبته بدعوى أنّه كاهن ساحر دجال وينشر الشرك بالله!!
واليوم تعاد المأساة وتُـقرَح الجراحات , لتنزف سيناء بعريشها كوكبة من الصالحين الذين رفعوا قلوبهم قبل جباههم العالية إلى الله تعالى , وذلك في أأمن بقعة واطهر مكانٍ ألا وهو المسجد , بيوت الله التي لا يدخلها إلا المتوضأ والمتعطر والناسك , يلوذ بها العاصي ويأنس فيها الراغب , ولكن من أمن العقاب أساء الأدب , الكل يعلم إن خيوط اللعبة مكشوفة وان التكفير والإرهاب والتطرف لا يمكن أن ينتهي بالقوة والعسكر من دون التصدي الفكري والمناقشة والمجادلة بالحسنى من قبل علماء الإسلام من السنة والشيعة لهذا الفكر وتنشيف وتجفيف منابعهُ وبالتالي السيطرة على مصبهِ وروافده , لان الجذور ثابتة والاعتقاد هو ملكة راسخة في العقل , فعسكرة المجتمع بحجة محاربة الإرهاب ماهو إلا كزرقة أبرة البثيدين تعطيك المخدر ساعة ويقتلك الوجع 23 وساعة , فالجرح إن تُرك ينزف سيتقرح وبالتالي يتفحم حتى يصاب بالسرطان وينتهي بالبتر وبذلك خسرنا احد الأعضاء أو الحياة بأكملها .
دعونا نتكلم ويفضح بعضنا البعض .. دعونا نكشف الأوراق ونتكاشف العلل والأسباب , مَـن مِـنا لم يسمع أو يقرأ إن ( شيخ الإسلام ) ابن تيمية الحراني النجدي السعودي هو يمثل بؤرة الاعتقادات التكفيرية المتطرفة والتي أباحت الذبح والسلخ وحرق البشر وبتر الأعضاء واقتلاع الأدمغة والعيون ونزع القلوب والأكباد من أحشائها ورمي الأجساد من أعالي البنايات الشاهقات ... لماذا نتلوّن كالحرباء بحجة إعادة تنظيم التراث النبوي الشريف , لماذا لا نضع النقاط على الحروف ونسمي الأمور بمسمياتها , ونقول إن ابن تيمية ومدرسته الوهابية هي القشة التي كسرت ظهر الإسلام وشوهت الرسالة المحمدية الأصيلة أمام العالم اجمع , حتى صار المسلم في الحل و الترحال المطار قبل الديار يشار له بالبنان ويتهم بالإرهاب والخوف والتوجس ويبقى مراقباً ويستباح الخصوصية بالتصنت والمراقبة .. نعم سمعنا إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دعا إلى مراجعة التراث النبوي من اجل تنقيحه من التطرف والاشمئزاز , وهو بهذا أرادة دفع الكرة بعيداً عن ملعبهِ بعد اتهام الاستخبارات الغربية لحكومته بالتمويل المادي لعلماء المملكة الوهابية التيمية وقد تناسى إن جهنم ونيرانها لا تبعد عنهُ سوى بضع كيلومترات في مقر ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الوهابية ) , فهذه كتب ابن تيمية ملغومة بـــTNT الفكر الداعشي الممزقة لكل فرق الإسلام والمستبيحة لدمائهم وأعراضهم وأموالهم فلا تعرف حرمة لصغير ولا مروءة لنساء حوامل ولا وقار لشيبة كهله , فهناك 78 مؤلف لهُ كل واحد منها عبارة عن قنبلة هيدروجينية تنسف البشرية جمعاء ذهاباً وإياباً وبلا رحمة وتأسف .
ولهذا اليوم نجد وقفة جادة وصريحة من قبل المرجع الصرخي الحسني وهو يطرح محاضرات تأريخية بتحليل منقطع النظير لشخصية ابن تيمية كمنهاجاً وقراءةً , من خلالها يستنطق المواقف والمسببات محذراً ومذكراً العلماء إن خطر الفكر التيمي هو اشد خطراً من العدو الإسرائيلي لأنه يأكل بشبابنا بحجة نشر التوحيد ونبذ الشرك ويضع لها عنوان بارز باسم
[ الدولة المارقة .. في عصر الظهور .. منذ عهد الرسول ]
ثم يردفها بمحاضرات بينت اعتقاد الرجل ومدرسته وعلاقتهم بالله تعالى من خلال بيان حقيقة توحيدهم الذي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حتى اتهموا المسلمين من الشيعة والصوفية بالشرك وعبادة القبور .. وقد بيّــن حقيقة اعتقادهم وتوحيدهم وما علاقته بالروايات والموضوعات والخرافات الإسرائيلية , وكان ذلك بعنوان
[ وقفات مع .. توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ]
وأخيرا وضح المرجع الصرخي مستقبحا بشاعة الجريمة وناعيا الشيخ الشهيد أبا حراز : فأيّ جريمة وقبح وبدعة خطيرة في قتل الأولياء الصالحين الزهّاد فأخزاكم الله يا مارقة ولعنكم وأئمتكم الضالين المضلين، ورَحِمَك الله يا شيخنا أبا حراز وتقبلك الله قبولًا حسنًا وجعلك في الجنان مع الشهداء والصالحين والأنبياء والمرسلين والسلام عليك وعليهم أجمعين.
أبا ذر احمد الباحث