ليس بجديد علينا أن يطل نائب رئيس بلدية بيت لحم المُوقَّر، "حنا حنينا"، والمشهود له بنزاهته، وكرمه وطيبة أخلاقه في الأوساط الفلسطينية، ليكشف عن اعتداء سافر عليه تسبب به أبناء الأخوين ناصر ومحمد اللحام، الأول، يقدم نفسه على أنه إعلامي فلسطيني من الدرجة الأولى، ولكنه في الحقيقة لن يرقى لمستوى مترجم ينقل عن الأخبار العبرية "ترجمة على مقاس الإعلام العبري" فقط، والثاني، عضو مجلس تشريعي، فُصّل الكرسي على مقاسه لخدمة المواطنين، لكن يبدوا أساء استخدامه، واستخدم صلاحياته وحصانته للاعتداء على من يُقدّم الخدمات للجمهور، من أجل مصالحه الشخصية.
وسرعان ما سارع ما يتلذذ على أوجاع المواطنين، ويتلاعب بعواطفهم ومشاعرهم، ويُصوّر نفسه ناقل هموم الآخرين، "ناصر اللحام"، إلى تبرير الأمر عبر بعض المواقع المعارضة لسياسة الحكومة والسلطة الوطنية، بأن ما حدث بسبب بث حلقة على فضائية معا الإخبارية، لاسترضاء بطريرك الارثوذكس، الذي باع أملاك الكنيسة في القدس للصهاينة، علمًا أن الحادثة وقعت في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ولا علاقة لها بالحلقة التي بثت بعد أسابيع من الحدث, وفقًا لتواريخ النشر الذي تحتفظ بها مواقع التواصل الاجتماعي، لينكشف تضليله.
في مرات سابقة تطرقنا لسلسلة من المقالات التي كتبها اللحام وعارض فيها تحويل قصر سردا الرئاسي إلى مكتبة وطنية لاحتواء الكتب والمخطوطات الثقافية والتاريخية المتناثرة على رفوف مكتبات دول العالم، من أجل تعريف الأجيال الصاعدة، بتاريخنا النضالي وهويتنا الوطنية، الأمر الذي أثار غضبه، وحاول التبرير، بأنه يسعى لتطوير آليات البحث، وهنا يكمن التساؤل الأبرز، كيف نؤسس لمنظومة بحث عريقة، تحتوي على مرجعيات دون أن يكون لنا حاضنة لهذه المرجعيات؟.
وهنا سأضطر للتوضيح أكثر بأن هناك من أوعز لـ"ناصر اللحام" بمهاجمة فكرة تحويل قصر سردا الرئاسي إلى مكتبة كونه يطمح للرئاسة فيما بعد، ويسعى بكل السبل لنيلها، ويتمنى ان يقيم في القصر، ضاربًا بعرض الحائط تاريخ شعب ناضل من أجل حريته ولازال يصارع ويناضل ويقاتل من أجل البقاء على أرضه والحفاظ على ترابها الذي ارتوى بدماء الآلاف من الشهداء الذي ارتقوا دفاعًا عن المشروع الوطني.
ولم يقف الزميل ناصر اللحام عند هذا الحد في مقاله بل حاول استثماره أكثر بالتلويح بمن يحاول تسويق نفسه، بين الحين والآخر ويتقدم بطرح نفسه بديلًا منقذًا للشعب الفلسطيني، لكن حقيقة الأمر تُؤكد أن تحركه يسير وفق أجندات خارجية مدعومة، ومعروفة مصادرها لدينا، وتوقيت التحرك مكشوف أكثر، وسبق أن حاول أن يثنيني أحد المقربين منه ومن رافقه في زيارته إلى غزة، عن معلومة كشفتها عندما أدرت تحرير احدى الوكالات المحلية، فكان ردي عليه إما أن ينفي رسميًا أو يؤكّد، فرفض الاثنتين، وأصر على سحب الخبر، فرفضت وأصريت على الاستمرار في نشره بعدما حصلت على المعلومة من مصادري الموثوقة.
وما دعاني للتطرق للقضية اليوم هو اسلوب البلطجة الذي يستخدمه زميلنا عبر الهجوم على شاشة انتزع ملكيتها من احدى المؤسسات المانحة، "مال سياسي" واستثمرها لتنفيذ أجندات ومخططات لا تتوافق مع مشروعنا الوطني، واصراره على اتباع اسلوب البلطجة وفق ما صرح به نائب رئيس بلدية بيت لحم "حنينا" الذي تم الاعتداء عليه في المطعم على ثلاثة مراحل وهو يحاول الهروب، فما كان من الأخير إلا أنه استنجد وناشد الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء د.رامي الحمدالله، لإنقاذه من بلطجية عائلة اللحام التي استخدمت نفوذها الإعلامي والسياسي، والبلطجي، في الاعتداء على من لا حول لهم ولا قوة، ويكرسون حياتهم من أجل خدمة الآخرين.
وهنا اقتبس من مقال زميلي اللحام الذي أشار فيه إلى قصة "أبو عوض"، "يحكى أن رجلا فلاحا يدعى ( أبو عوض ) ، كان يتناول العشاء مع زوجته وأولاده ، ولكن تيس الغنم أفلت من رباط ، وأخذ يركض في انحاء المنزل . فطلب الرجل من ابنه عوض ان يقوم ويربط التيس ، وقام عوض ليربط التيس، ولكنه ومن دون قصد تعثّر في مائدة الطعام وقلب الطعام، ثم مال على الأواني الزجاجية وكسرها ، ثم لحق بتيس الغنم ليمسك به فكسر زجاج المنزل، ثم طارده في انحاء المنزل فأوقع جرار السمن والزيت وحطمها ، فنظر أبو عوض بحزن الى المشهد وقال لباقي الاولاد : يا أولاد قوموا اربطوا عوض واتركوا التيس"، لأوضح أن من يجب أن يعاقب، هو من أمر الصبية بالإعتداء، فهل سيتخذ النائب العام الاجراءات العقابية ضد من يستغل ضعف المواطنين، أم سيترك عوض يصول ويجول على أهوائه؟.
بقلم/ اياد العبادلة