لا يخفى على أحد من العراقيين خصوصاً إن كل المشتركين بالعملية السياسية ومعهم رجال الدين لم يمنعهم القسم الذي أدوه قبل توليهم مناصبهم ولا دينهم أو عقيدتهم من أن تمد أيدهم لخيرات وثروات العراق وأموال شعبه المظلوم وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان وعندما تريد شواهد فحدث بلا حرج ، لكن كل ذلك قد يتم تبريره تحت عنوان الحاجة إلى المال والشهرة والسلطان والسطوة ويمكن تغطيته بغطاء مقنن ومشرعن .
مثلا عندما تسأل هذا السياسي أو ذاك أو رجل الدين عن مصدر تلك الأموال التي حازها فأبسط إجابة قد تكون هي إنه ورث ورثه عن أهله الحفاة العراة الذين كانوا لا يملكون سوى لقمة الخبز التي يأكلونها مرة واحدة في اليوم ومع ذلك يمكن قبول هكذا تبرير ...
لكن كيف يمكن تبرير سرقة الثمار الفكرية والإبداعية التي جاءت عن جهد جهيد وعناء كبير وليالِ من السهر والبحث عن مصدر المعلومة ؟ كيف يمكن لهذا السياسي أو لرجل الدين أن يبرر سرقته ثمار المفكرين العراقيين ممن صاروا درعاً فكرياً حصيناً لكل العراقيين وكان لهم الدور الأبرز في ردم منابع الإرهاب الفكرية ؟ هل سيقولون هذا إرث عن آبائهم ؟ أو صفقة تجارية ؟ أو جاء نتيجة مساومة ومهادنة مع طرف معين ؟ من أين جاء سياسيو العراق ومعهم ثلة من رجال الدين بفكرة التصدي الفكري للإرهاب وإن القضاء عليه لا يمكن إلا من خلال المحاربة الفكرية ؟ وما هي الطريقة التي حاربوا فيها الإرهاب فكرياً وكيف كانت تلك الحرب ومن على أي منبر سياسي أو ديني ومن خلال أي فضائية ؟ أليست تلك المنابر كانت تصدح بالطائفية والتأجيج الطائفي وزيادة الشرخ بين أبناء العراق حتى وصل الأمر بإصدار مؤلفات وتوزيعها على المقاتلين من أجل أن يحقنوا بالطائفية !!...
هذه هي أحدى الوسائل التي إتبعها سُراق العراق في محاربة الإرهاب وهي وسيلة التأجيج للطائفية !!! ، لكن لقرب الانتخابات ولغرض تلميع صورهم وبعدما أحسوا بأن طائفيتهم سوف ترمي بهم في مزابل التاريخ القذرة العفنة لم يكن أمامهم إلا خيار سرقة الأفكار والأطروحات العلمية ، حتى لو كان على مستوى الألفاظ التي لم يكونوا يعلمون بها سابقاً .
فبعد ما بحثوا في كل الأروقة العلمية التي كان من المفترض أن تتصدى فكرياً للإرهاب لكن لم يجدوا إلا فكر المرجع والمحقق الأستاذ الصرخي الحسني لسرقته !!! كونه المرجع الديني الوحيد الذي تصدى فكريًا للإرهاب وردم منابع الإرهاب من خلال عدة بحوث مسجلة ومطبوعة ومثبتة على مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها بحثي ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم ") و ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) علاوة على المهرجانات والمؤتمرات والمشاريع التي تحث على الوسطية والاعتدال التي أقامتها وأسستها مرجعية المحقق الصرخي لتوعية وتنوير العقول ونحر الطائفية وردم منابع الإرهاب ، وبما إن هذه المرجعية لا تملك الفضائيات والأموال صارت سرقة أفكارها في متناول كل من سولت له نفسه من سراق ومفسدين ، فراحوا يصرحون ويعلنون بأنهم حاربوا الإرهاب فكرياً ويدعون للوسطية والاعتدال !!!!...
ونحن نقول لهم خذوا ما تريدون من أفكار وأطروحات علمية لكن لا تبخسوا الناس أشيائهم وكونوا على مستوى من الشجاعة وانسبوا الأمور لأصحابها فهذا فكر وعلم لا يمكن التغطية والتستر على سرقته ولا يمكن نسبه لأشخاص هم بالأساس فاقدي العلم والأخلاق ، لكن من كان ديدنه السرقة والفساد سواء كانوا سياسيين أو رجال دين فهل يرعووا من سرقة الأفكار والثمار العلمية ؟!!!!! .
بقلم : احمد المــــلا