عندما ينظر المرء إلى ما حل ببلده من دمار على كل المستويات يضطر إلى مراجعة وتحليل الواقع من خلال المراجعة التاريخية ، وما كان رأي الأولياء والصحابة بما يجري اليوم من خلال الروايات التي وصلت إلينا , فعندما نطبق بعض الروايات على الواقع نجد إننا في قلب الفتن فكل ما كان نعتبره من المحرمات سابقاً أصبح اليوم من الحلال فعله , بل من الواجب علينا أن نعمل بهِ أو العكس !!,
فبعد ما كان القتل الطائفي والتهجير وسب وشتم رموز تلك الطائفة من المحرمات في مجتمعنا وهذا ما تربينا عليه وتعايشنا مع الطوائف الأخرى على مبدأ رسولنا وأئمتنا "عليهم أفضل الصلاة والتسليم" <<أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق>> صار اليوم من الوجوب العمل بهِ ! وبذلك نستنتج أننا في وقت الفتن وهذا ما أثبتهُ المحقق العراقي في محاضرتهِ {1} من بحث " #الدولة..#المارقة...في#عصر_الظهور...منذ#عهد_الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)" مستدلاً برواية الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه بقوله:
إذا أحبّ أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا، فلينظر؛ فإن كان رأى حلالًا كان يراه حرامًا فقد أصابته الفتنة ، و إن كان يرى حرامًا كان يراه حلالًا فقد أصابته . رواه الحاكم في مستدركه وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
فعلق المحقق العراقي قائلاً: الآن نسأل هل إنّ قتل الأخ من أبناء الوطن والدين والإنسانية، حلالٌ أو حرام؟ هل كان حلالًا وصرتَ تراه حرامًا أو كان حرامًا وصرتَ تراه حلالًا؟ هل تهجير الناس والفرح بما يصيب الأبرياء وقتلهم وتهجيرهم وإثارة الطائفية والفساد والإفساد والسكوت على الفساد والإفساد ، كل هذا تراه حلالاً ؟ هل كنت تراه حرامًا فصرت تراه حلالًا ؟ أو أنت قد فقدت الاتزان والميزان والتمييز منذ البداية ومن الأصل؟.
وختامًا على الجميع أن يعي ويستذكر ما كان عليه أبناء الشعب الواحد من كل الطوائف من حب و ود وتعايش سلمي ويقارن بينه وبين ما نحن بهِ اليوم وليراجع نفسه , قبل أن يمضي الوقت وتقول نفسُ يا حسرتي على ما فرطت حتى ينتشل نفسه من الفتن والظلام إلى النور والوئام.
نزار الخزرجي