من الثابت شرعاً و قانوناً أن لديننا الحنيف أسس و روافد معينة بحد ذاتها لا يمكن و بأي حالٍ من الأحوال الاستزادة عليها أو الانتقاص منها ، و في طليعتها القران الكريم ، و السنة النبوية الشريفة ، و حكم العقل و المنطق ، و سيرة العقلاء من صحابة كرام ، و أئمة هدى ، و إجماع متفق عليه بين مختلف الطوائف الإسلامية ، وهذا مما لا يختلف عليه المسلمون قاطبة ، لكن دعاة الفكر التكفيري الظلامي يختلقون لهم الحجج الواهية ، و الذرائع التي هي أوهن من بيت العنكبوت ؛ حتى يتم جني ثمار الأهداف التي يسعون إلى تحقيقها على أرض الواقع ، و مهما كان الثمن فلا يبالون بذلك مادام العدة ، و المدد يناهل عليهم من كل حدب ، و صوب خاصة من الأيادي القذرة التي تتربص شراً بقيم ، و مبادئ الإسلام الشريف ، فمنذ أن ظهر تنظيم داعش ، وهي تنشر الفساد ، و القتل ، و الدمار ، و الخراب في مختلف أرجاء المعمورة رغم تعالي الأصوات الشريفة ، و الأقلام التي انبرت للدفاع عن حرم دينها ، و مقدسات إسلامها ، و رغم كل الأدلة ، و البراهين ، التي دونها التاريخ الإنساني إلا أن أتباع التنظيم المتعطش لسفك الدماء و انتهاك الأعراض ، و استباحة دور العبادة فهم لا يؤمنون إلا بما يدور في كواليس ، و مؤامرات أسيادهم في البيت الأسود المشئوم ، و شياطين تل أبيب خدمة للمشروع الصهيوني الشيطاني الرخيص ، وهذا ما يكشف لنا حقيقة تمسك داعش بفكرهم الضال المنحرف ، و كتب أسلافهم المحشوة بالكذب ، و الأباطيل التي دونتها الأقلام الرخيصة و الأيادي التي لا تفكر إلا بالدينار ، و الدرهم ، فكم نادت الأفواه الطيبة ؟ و كم كتبت الأقلام الأصيلة ؟ وكم دونت الأيادي الشريفة بحرمة المسلم و عدم المساس بها ؟ إلا أن أتباع الفكر التكفيري لم يكفوا عن هتك حرمات المسلمين !!! وكم صدحت الأصوات الإسلامية التي أخذت على عاتقها الدفاع عن عُرى الإسلام ، و حرمات المسلمين وهي تطالب بضرورة معالجة هذا الفكر الدموي بمواجهة الفكر بالفكر وعدم الركون إلى لغة السلاح فقط دون إشراك الفكر ، و العلم ، و المعرفة و المجادلة بالحسنى مع هؤلاء مرتزقة العصر أولاً لكشف حقيقة هؤلاء المارقة أمام الرأي العام كي تكون الشعوب على درجة عالية من الحيطة ، و الحذر من الانجراف في فتن و طائفية تيارات الفكر الداعشي الجاهلي الأصل و المنبع الكذاب الأشر ، ولهذا نجد أن أتباعه ، و كل مَنْ سار بركابه ، و اغتر ، و انخدع بترهاته ، و أكاذيبه فهم لا يصدقون بكل دليل و حجة و بينة حتى لو كانت كلها من أسس و أركان ديننا الحنيف ، بل و حتى لو كانت من أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) أو أمهات المؤمنين ( رضي الله عنهن ) أو الصحابة الكرام ( رضي الله عنهم ) فهم لا يصدقون بكل ما تطرحه من أدلة و براهين تكشف زيف كيدهم و ضحالة فكرهم و سفاهة ما يعتقدون به ، و يكذبونك في الوقت نفسه حتى لو كانت الأدلة تلك من قول و فعل الصحابة الكرام ( رضي الله عنهم ) رغم أنهم يتبجحون بتقديسهم للصحابة ؟ فلو أتيت بكل البينات وكل الدلائل للتكفيري للخارجي فهو لا يقبل ، ولا يصدق أو لا يقبل أو يرفض أو يطعن أو يكذب بكل ما نأتي به فيا لهم من عقول جامدة متحجرة ، و دعاة أفكار عقيمة بالية يرفضها كل عاقل لبيب ينظر للحق حقاً فيتبعه ، و للباطل باطلاً فيجتنبه ، فإلى أين تسير سفينة هؤلاء المارقة لا نعلم ، و لا أظنها تخرج من حطام الدنيا إلا إلى خزي و عذاب الآخرة .
بقلم // الكاتب حسن حمزة العبيدي