بعد انطلاق التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالإصلاحات الاقتصادية التي اجتاحت معظم المدن الإيرانية و المنددة بسياسة الفشل الذريع لحكومة الملالي تقف في مقدمتها انتشال البلاد من التردي، و الترهل الكبير في سوء إدارة السلطة، و القضاء على البطالة المقنعة من جهة، و من جهة أخرى نجد التسلط و الاستبداد الذي تمارسه أجهزة القمعية الحكومية بحق شعبها الذي لا يزال يرزح تحت سياط الجلد و التعذيب و الإعدامات المستمرة بين الحين و الآخر إنْ لم تكن يومياً بحق كل معارض أو مخالف لتلك السياسة القائمة على البطش و الإجهاض التام لكل ثورة إصلاحية تنطلق في البلاد، أو تظاهرات سلمية تطالب تغيير الواقع ‘إلى أفضل المستويات المعيشية، فضلاً عن إطلاق العنان لحرية الرأي التي كفلتها القوانين و الأعراف الدولية، و ضمنها الدستور الإيراني، ففي خطوة لم تكن بالغريبة على نظام حكومة إيران تكشف عن حجم التخبط الذي تعيشه تلك الحكومة تجاه مواطنيها حتى دفعتها إلى مواجهة تلك التظاهرات الاحتجاجية السلمية بالقوة و القسوة من خلال تعبئة أجهزتها القمعية و الزج بها لساحات التظاهرات و إخماد شعلتها التي بدأت تتصاعد يوماً بعد يوم في محاولة يائسة و فاشلة في الوقت نفسه لتدارك الأمور وهي في مهد مراحلها الأولى لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد تمكن الشعب الثائر من إيصال رسالته إلى العالم اجمع و التي كشف فيها عن الوجه الحقيقي لتلك الحكومة المتسترة بلباس الدين، اليوم وقد أزاحت تظاهرات الشعب الإيرانية النقاب عن سياسة ايران مع شعبها تارة ، و بلدان المنطقة تارة أخرى خاصة العراق و سوريا و حجم التدخل السافر و المخالف لكل المعاهدات و الاتفاقيات الدولية المتضمنة عدم التدخل في شؤون البلدان الآخرة و أي تحت أي ظرف كان إلا أن ايران ضربت بتلك القوانين عرض الحائط و أخذت تنفذ كل مخططاتها و تمارس سياسة السطوة و الهيمنة المطلقة على دول الجوار من خلال زرع عملائها في تلك البلدان، و التحكم في مركز القرار السياسي فيها، فأصبحت مقدرات و خيرات شعوب جيرانها تحت سيطرتها و تمارس كل ما يحلو لها من سرقات و ظلم و إجحاف بحق هذه الشعوب التي ترفض الخضوع لنظام ولاية الفقيه، فضلاً عما ترتكبه من جرائم و قمع و تعسف و تكميم للأفواه بالقوة دفعت بالشعب الإيراني للخروج بتظاهرات احتجاجية تندد بتلك السياسات الغير مدروسة، و تطالب برحيلها، و عودة البلاد إلى سابق عصرها الذهبي، تظاهرات عبرت عن مدى سخط الشارع الإيراني ضد حكومتهم و التي كشف عنها المرجع الصرخي الحسني في مجمل تحليلاته و قراءاته الدقيقة لواقع الشعب الإيراني المؤلم و حقيقة حكومته المتهاوية، ومنها التصريحات التي كشف عنها الصرخي في خطبة العيد التي القاءها في 8 اكتوبر 2014 محذراً فيها من خطر التعويل على ايران كونها حصان خاسر، و كاشفاً في الوقت نفسه عن حجم الفراغ و الانهيار الكبير في الشأن الداخلي السياسي قائلاً : ((مَنْ يراهن على إيران فهو أغبى الاغبياء، لأن إيران حصان خاسر… وأي خلل أو مواجهة مع إيران ستنهار إيران وتهزم أسرع من انهيار الموصل، لنكن واضحين الخاسر الاول والاكبر هي ايران فلا يغركم هذا الاستكبار وهذا العناد وهذه العزة الفارغة، ايران دخلت بحروب استنزافية سريعة التأثير، إيران منهارة اقتصاديا، والشعب الايراني مغلوب على أمره ويعيش تحت سلطة تقبض أنفاسه وينتظر الفرصة للخلاص، موجها نصيحة للسياسيين بضرورة التمييز بين الشعب الايراني وحكومته التي اضطهدته )) .
بقلم// احمد الخالدي