لكل حركة سياسية هوية تمتاز بها, عن الحركات الأخرى, من حيث استراتيجية العمل السياسي, إلا أن أي حركة سياسية, لا يكتب لها النجاح, ما لم يكن من مهامها, التواصل الاجتماعي, والعلاقة المقبولة بين الحركات الأخرى.
فوق بحر الإحباط الشعبي, بنى الشباب جسراً من الأمل, ذلك الجسر الذي يمثل المعبر الحقيقي, لانتشال الأمة العراقية, من شَلَلِ اليأس إلى حافات الحياة, لتدب الحركة الإصلاحية, بحيوية الشباب وفِكر الكفاءة, والخبرة الممتدة عبر تأريخ من الحكمة, فكراً وجهاداً ووسطية في العمل مع الجميع.
قال المُفَكِرُ العراقي علي الوردي: هيئوا للأطفال ملاعب أو رياضاً, حيث يتكيفون فيها للحياة الصالحة, تحت إشراف مرشدين أكفاء, علموهم بأن القوة التي تحكم العالم اليوم؛ ليست هي قوة فرد إزاء فرد, أو سيفاً إزاءَ سيف, إنها قوة العلم والصناعة والنظام, فمن فشل في هذه, آن له أن يفشل في معترك الحياة, رغم ادعائه بالحق وتظاهره بالمثل العليا.
ليس عيباً أن يفشل المرء في عمله, ولكن العيب أن يبقى مُصراً على الفشل, ويعمل على فرض نفسه بقوة السلاح, أو سلاح الكلمة الفاسدة والتَهَجم, عن طريق التكنلوجيا الحديثة, كالأفلام المفبركة وتداخل الصور, وما إلى ذلك من أساليب الفاشلين, الذين أفلسوا فأعلنوا ذلك, عن طريق هيستريا شبكات التواصل, وما تلك الأساليب إلا كمنو يتمنى الموت للجميع, ليأسه من الحياة, وكانه يقول:" فإن متُ ضمآناً – فلا نزل القَطرُ".
الحياة عبارة عن مجموعة تجارب, يمر بها الناس عبر مسيرتهم, ومن يُلهَم الحكمة هو فقط, الذي يستطيع فك طلاسمها, أما من يعمل بعشوائية واعتباطية, فقد ينسى اسمه ومن أين جاء, ولا يكسب غير هالة زائفة, سرعان ما تتشتت لتظهر حقيقته, ليصبح منبوذا يلعنه التأريخ, لعدم تقديمه ما يفيد أبناءه ومجتمعه.
الفكر المفعم بالحكمة, يبقى خالدا عبر أجيال, راسخاً في العقول الصافية, فمن يعمل بحكمة حقيقية, ذات جذور موغلة بالتأريخ, معروفاً بصفات والإخلاص ونكران الذات, وهدف رئيسي هو خدمة المواطن, ونبذ التبعية والعبودية, من خلال شباب العراق.
سلام محمد العامري