بعد أن وضعت الحرب أوزارها وعادت الروح إلى الأنفاس بعد أن حبست لثلاثة سنوات مضت، واتضاح المشاريع والروئ التي تحاكي الواقع الحالي، والمفارقة للمشاريع التي تراكم عليها تراب السنين، وهذا كله يسير نحو خط مستقيم للوصول إلى الانتخابات التي تعد مفصلية في تاريخ العراق الحديث، كون نتائجها تحدد بوصلة السياسة العراقية لعشرة أعوام قادمة.
إن تحقيق الغاية لدى البعض يكون بوسائل لا تحدها حدود، فجميع الأشياء مباحة حتى وإن هتكت الأخلاق والآداب العامة، ليس ذلك فقط بل تصل إلى مرحلة الافتراء على الأخرين لتحقيق غايات معلومة نتائجها.
إن الممارسات الإعلامية في الآونة الأخيرة التي تعرض لها بعض القيادات الشابة في الساحة السياسية، من قبل صفحات وهمية مأجورة تقف خلفها أحزاب سياسية معروفة التوجه، تنم عن تحضيرات كبيرة معده سلفا، هدفها ضرب الرموز الوطنية ومنعها من تحقيق مشاريعها التي تضع الوطن فوق كل اعتبار، لا بل إن الأمر لا يقف عند هذا الحد فالمزيد بالانتظار.
كما إن الخوف من الانتخابات وما ستفرزه من نتائج، يعد قلقا يساور الأحزاب الراديكالية التي بقت متمسكة بأفكارها غير المنسجمة مع الجمهور، كونها تجعل من شعارات سقوط النظام السابق عنوانا لها.
ومثل هكذا شعارات لا تنسجم مع الفكر الحديث للمجتمع ولا تناسب عقله، وهذا الخوف لا يكمن بداخل تلك الأحزاب فقط، بل ينصرف إلى دول إقليمية تقف وراءها لغاية وحيدة تهدف إلى إبقاء الوضع على ما هو عليه دون تحقيق أي تقدم.
وبجانب كل ذلك تأتي استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا منبأ عن خسائر كبيرة ستلحق العدد الكبير من الأحزاب السياسية العراقية، في مقابل صعود مشاريع سياسيه تحمل رؤى حديثه وأدوات شبابية طامحة لتغيير مستقبل العراق بعيدا عن العقد التي تلتصق بذهن البعض الذين تجاوزت أعمارهم الستين عاما.
وبوجود كل تلك المخاوف تشتدد حساسية الوضع وخطورة، وذلك يدفعهم وبقوة إلى شن حملات إعلامية مركزه تستهدف مشاريع وشخوص محددة، وجميع تلك الحملات تنطوي على تهم معدة دون دليل يذكر ويجانبها أخبار ملفقه لا صحة لها يسعى من خلالها إلى تشويه الصورة وهتك رؤية المشروع الذي يحملوا أمام الشارع.
كما أنهم يحاولون من خلال تلك الوسائل الإيحاء للمجتمع بعدم صلاحية الطرف الثاني لقيادة المشروع الجديد، مع الإبقاء على شعاراتهم المتهالكة لأطول وقت ممكن.
إن الاعتقاد الذي يسيطر على تلك العقول، يتمحور حول تقبل الشارع العراقي لما يطرحوا من تلفيقات وتهم، وهذا اعتقاد ساذج كون الشعب قد خاض تجارب عديدة تخللتها وعود وأكاذيب وشحن طائفي لم يجني منها العراق شيئا، وسيثبت الشعب أنه واع ولدية تطلع للمستقبل وستثبت الانتخابات ذلك، وسيفرز الجيد من الرديء ،وستتضح الرؤية استنادا لقوله تعالى يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرين.
ياسر سمير اللامي