لا يختلف عراقيان على إن من يحكم البلد من جهات حكومية وأحزاب سياسية لم يقدموا شيئاً للشعب وليتهم اكتفوا بذلك بل إنهم راحوا يأخذون من الشعب من أجل إشباع كروشهم وملئ جيوبهم وتكديس الأموال في خزانات المصارف الدولية ، وهذا ما جعل الجهات السياسية أو الشركاء السياسيين الذين لم يحصلوا على ما حصل عليه غيرهم يسعون لإصلاح العملية السياسية بما تهوى أنفسهم وما يريدونه ، فلذلك طرحوا مشروع الإصلاح ولو عرفنا الإصلاح ماهو لوجدناه يعني : الترتيب والإعداد وتنظيم بطريقة مُناسبة ولائقة، بعناية تامَّة.
وهذا يعني إن من يريدون الإصلاح يريدون أن يرتبوا وضعهم بصورة مناسبة ولائقة تتناسب مع مطامعهم في الثروات والخيرات العراقية ولم يكن مشروع الإصلاح هو بهدف التغيير الجذري والخلاص من الفساد بل هو تغيير الأشخاص بصورة تبادل أدوار فيما بينهم ، وخير شاهد على ذلك ما حصل من تغيير لقانون الإنتخابات وكذلك تغيير اللجنة العليا لمفوضية الإنتخابات فلم يكن تغييرها من أجل الفساد بل كان التغيير هو من أجل الحصول على من يثمل من يسمون أنفسهم دعاة الإصلاح ..
وعليه وكما يقول أحد قيادات العراق الدينية ( ينكشف أن الإصلاح ليس بإصلاح بل لعبة للضغط والكسب أو للتغرير والتخدير وتبادل الأدوار قد أذنت به دول الإحتلال !! وهل تلاحظون أن الجميع صار يتحدث ويدعو للإصلاح وكأنهم في دعاية وتنافس انتخابي !! و موت يا شعب العراق إلى أن يجيئك الإصلاح!!! ) ، وفعلاً هذا الذي يحدث الآن ودليل ذلك لا يوجد أي تقدم في عجلة البلد من كل النواحي لأن الذين يريدون الإصلاح هو من أجل إصلاح وضعهم السياسي بشكل يضمن لهم كنز الأموال وليس الإصلاح من أجل البلد والشعب, فشعار الإصلاح في العراق جاء من أجل تبادل الأدوار على السرقة والفساد والسعي خلف كنز الدولارات.
بقلم احمد الجارالله