لا يعتقد احد ان الجرائم التي تحصل اليوم هي وليدة اللحظة او جاءت بالصدفة او حصلت بسبب ظرف ما , ولكن لها جذورها التي تستند اليها ومنظريها الذين يعطون الشرعية لها من خلال التنظير والحقن بين المجتمعات , وهنا الكلام يشمل الجهات المتصارعة جميعها ان كانت ممن يدعون الاسلام او ممن يدين بدين اخر واجرم وقتل .
فنأخذ مثلا جرائم الدواعش اليوم وهل لها اصول وجذور بحثنا في التاريخ الاسلامي المكتوب على ايدي مؤرخيهم المعروفين امثال ابن كثير الذي يستند اليه ابن تيمية في فتاويه وياخذ احكامه منه , ففي كتابه البداية والنهاية ذكر كيف ان الملك خوارزم شاه غدر بالتجار المغول ونهب اموالهم وممتلكاتهم التي ارسلها بيدهم الملك المغولي جنكيز خان رغم العهود والمواثيق التي بينهم , و بسبب هذه الحادثة تم غزوا البلاد الاسلامية ودمار شعوبها وبلدانها.
وما ذكره المحقق العراقي المرجع الصرخي في محاضرته {44} من بحث : (وقفات مع.... توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري)والتي بين فيها اصل الارهاب والغدر ونكث المواثيق من قبل ائمة الدواعش واخذها اتباعهم منهج يسيرون عليه اليوم , قال المحقق ......
(({قال ابن كثير [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتَّ عَشْرَةَ وستمائة 616هـ)]: [ظُهُورُ جِنْكِيزْخَانَ وعبور التتار نَهْرَ جَيْحُونَ]: 1... 2ـ وَسَبَبُ دُخُولِهِمْ نَهْرَ جَيْحُونَ أَنَّ جِنْكِزْخَانَ بَعَثَ تُجَّارًا لَهُ وَمَعَهُمْ أَمْوَالٌ كَثِيرَةٌ إلى بلاد خُوارَزْم شاه يبتضعون له ثِيَابًا لِلْكُسْوَةِ، 3ـ فَكَتَبَ نَائِبُهَا إِلَى خُوَارَزْمَ شَاهْ يَذْكُرُ لَهُ مَا مَعَهُمْ مِنْ كَثْرَةِ الْأَمْوَالِ، فأرسل إليه بأن يقتلهم ويأخذ ما معهم، ففعل ذلك ...17... }} .
تعليق: لاحظ الآن يأتي بعض الصحفيين أو بعض الأخصائيين أو بعض الأشخاص في منظمات الإغاثة الإنسانية بعد أن انقطعت السبل بالمهجرين والمهاجرين والنازحين والمظلومين المسلمين من السنة والشيعة، يأتي الصليبي أو المغولي أو الإلحادي أو الوثني أو اليهودي يقدِّم المساعدة لهؤلاء المساكين، حرّكه ضميره، حرّكه دينه الذي يعتقد به، حرّكته المهنة التي هو يعمل بها، فجاء هذا الإنسان لتقديم المساعدة، فماذا يُفعل به؟ يُختطف ويُقتل، فهل توجد جريمة أقبح من هذه الجريمة؟! لاحظ هذه الجريمة لها أصل وتأصيل وأصول، لها تشريع ومشرعنة من أئمة التيمية من ابن تيمية وأئمة المارقة، كل الحلول فاشلة، يُقطع قرن وتخرج قرون عليكم، يخرجون لكم من بيوتكم ومن تحت بيوتكم، إذا لم تُستأصل هذه الغدّة فكريًا وعقائديًا ومن أساسها ومن أصولها وجذورها تستأصل، لا تتم أي معالجة عسكرية إذا لم تُدعم وتُقرن بالمعالجة الفكرية العقدية، التفت جيدًا: تجار أتوا إلى بلاد مسلمين .. الله أكبر!! لكن الغدر والسرقة وحب المال والجريمة والإرهاب مترسِّخ معشعش مستحكم فيهم وفي عقولهم وفي أنفسهم، وفي سلوكهم .)) انتهى كلام المحقق
واخيرا نقول على من يريد ان يشخص علة الارهاب ان يهذب الى تاريخ هؤلاء ويناقشه بموضوعية واعتدال كما يفعل المحقق المرجع الصرخي ويعيد الامور الى ناصبها ويضع للعلة داء من خلال انتشال الشباب التي ذهبت خلف هؤلاء المجرمين ضناً منهم انهم يمثلون الاسلام , والاسلام براء منهم ومن افعالهم الهمجية الارهابية .
بقلم / باسم البغدادي