تنتظر كل امة و بفارغ الصبر حصد ثمار جهودها المضنية و لسنوات طوال ، تلك السنوات التي بذلت فيها كل ما تستطيع عليه ، كي ترى ما زرعته خلال سني عناءها الطويل من زهور و ورود ملئها البهجة و الأمل السعيد في مستقبل يسوده كل مقومات و مقدمات المجتمع المثالي من تكامل أخلاقي و علمي و معرفي في الوقت نفسه فكل أمة تجني ما زرعته من شوك سلبي أو ورود ايجابية جميلة تنشر بعطرها و أريجها شتى سبل الحياة الحرة فتستحق منا تلك الزهور و الثمار الناضجة كل الود و الاحترام لها في أي وقت و زمان ما دامت تقدم كل غال و نفيس في سبيل رفعة أمتها و تعمل ليل نهار على تقدم عجلتها إلى الأمام و تسعى لجعلها تحتل المراكز المتقدمة في الوسط العالمي في مختلف نواحي الحياة ، و حتى لا نذهب بعيداً عن فحوى مقالنا فإننا نقصد بالورود و الزهور هنا إنما هما الشباب الواعي ، الشباب الناضج ، الشباب المؤمن برسالته و سموها كونها تنبع من رسالة السماء المقدسة و لهذا من حق المجتمعات و الأمم الإسلامية أن تفتخر بشبابها المسام الواعي و المثقف و القادر على تحمل أعباء الحياة و النهوض بواقع أمتهم إلى أفضل المواقع و المستويات فضلاً عن بناء الفرد وفق منظور ديننا الحنيف و بما يتلاءم مع معطيات الحياة فيجعل منه عنصراً فعالاً و ذو وجود مهم في المجتمع و ذات قيمة مؤثرة فيه ، فالشباب الصالح ذخيرة الأمة و قاعدتها الرصينة في مواجهة الفكر المتطرف و عقائده الملتوية بعرى التخلف و الجهل و الظلام من جهة ، و بناء الإنسانية و الفرد بالشكل الصحيح وفق معطيات المرحلة الراهنة بما يحقق العزة و الكرامة لكل منهما و يحفظ لهما الكرامة و الوحدة و الطمأنينة في ظل وسط اجتماعي يخلو من معكرات صفو الحياة وهذا ما يقع على عاتق شريحة الشباب المسلم المفكر المثقف الواعي الناضج ومن أبرز المشاكل التي تواجهه خلال مسيرة حياته المحفوفة بالمخاطر و الشوك و النعرات المتعددة العناوين خاصة ما يمر به أغلب بلدان المعمورة من تخبط سياسي غير مسبوق و فشل كبير في إدارة أمورها و إنهاء حالة الفوضى و الهرج و المرج التي تعصف بالأمة ، فمما لا شك فيه أن قاعدة الشباب إنما هي بمثابة رسالة موضوعية نبيلة ، تتسم بالمهنية والوعي والإدراك ، يحاولون إيصالها إلى كل شرائح المجتمع ، مفادها الإسهام في التجديد والابتكار في مجالات الحياة كافة ، بتواجدهم الميداني وتفاعلهم الجدي ، ومشاركتهم في إيجاد الحلول الناجعة لكل معضلة تواجه مجتمعاتهم ، محاولين كسر الضمور الذي شهدته الساحة العراقية في السنوات الماضية ، والتراجع السلبي الذي أثّر بشكل واضح على الحركة الشبابية المجتمعية ، ولأسباب موضوعية عقائدية وسياسية واقتصادية على وجه الخصوص ، أشعلت حرائق التناحر الطائفي وفتن العوز، ومتاعب حياتية جمة ، جعلت من فئة الشباب فريسة هموم الوظيفة ، وكسب لقمة العيش ، تبدأ من البحث عن فرص التعيين الحكومي ، ووفق ما تَحصّل عليه الشاب من تعليم ، مرورًا بتأمين الخدمات الحياتية ، من رعاية صحية وتعليم وأمن وكهرباء وماء ، لتكون المسؤولية الملقاة على عاتق الشباب ؛ في خضم ما تقدم من أزمات عظيمة في صنع حياة أفضل ، تتصف بكمّ الخُلق والإبداع وامتلاك ناصية العلم ، في التصدي لبراثن التكفيرالداعشي التيمي الظلامي ، والفساد المالي والإداري .
بقلم // الكاتب حسن حمزة العبيدي