بكلام مختصر جدا : إن ابن تيمية وصل به العجب بنفسه والغرور حتى أنه يرى في نفسه أفضل من الأنبياء ومن الرسل ومن الملائكة ومن الصالحين والخلفاء ، وحتى من الخضر عليه السلام !!!.... فعنده إذا تشبه الجن على صورته – أي على صورة ابن تيمية – فيكون هذا الجن داعياً للإسلام وللحق أما إذا تشبه الجن بالأنبياء والرسل والصالحين والخلفاء والملائكة وبالخضر عليه السلام فإن هذا الجن يكون داعية للباطل والضلال !!!!!!...
حيث يقول في كتاب مجموع الفتاوى الجزء 13 في الصفحة 71 ...
(( فمن هؤلاء من يسمع خطاباً أو يرى من يأمره بقضية ويكون ذلك الخطاب من الشيطان ويكون الذي يخاطبه الشيطان وهو يحسبه أنه من أولياء الله من رجال الغيب ، ورجال الغيب هم الجن وهو يحسب أنه انسي وقد يقول له أنا الخضر أو إلياس بل أنا محمدا أو ابراهيم الخليل أو المسيح أو أبو بكر أو عمر أو ..... ويكون ذلك شيطان لبس عليه ... ))...
وهنا نلاحظ ابن تيمية يثبت أن كل من يتشبه بالأنبياء والرسل والصالحين هم من الشياطين ويضلون الناس .. بينما في مورد آخر نراه يمضي مسألة تشبه الجن على صورته – صورة ابن تيمية – ويعتبرها كرامة لنفسه !! حيث يقول في مجموع الفتاوى الجزء 13 في الصفحة 92 (( فيأتيه بصورة انسي ويدعوه للإسلام ويتوبه ... كما جرى لي مثل هذا ..... وقال له ذلك الشخص أنا ابن تيمية فلم يشك الأمير إني أنا هو ... ولكن كان هذا جنياً يحبنا .....)) !!!...
لاحظوا كيف ابن تيمية يميز نفسه على الأنبياء ؟ فهل يعقل أن يأتي جني على صورة نبي أو صورة النبي محمد أو صورة أبي بكر أو عمر ويدعو إنسان إلى اليهودية مثلاً فعندما يأتي الجن بصورة شخص معين فانه يدعو من يأتيهم إلى دين من أتى على صورتهم – هذا القول بعد التنزل والقول بصحة فرض ابن تيمية بدعوة الجن الناس للإسلام - فابن تيمية يجعل كل من يتشبه بصورة الأنبياء والصالحين والخلفاء والخضر هو من الشياطين المضلين .. لكن من يتشبه بصورة ابن تيمية من الجن فأنه يدعو للإسلام ... مع الملاحظة إن الجن الذي تشبه للأمير بصورة ابن تيمية كان محبًا لابن تيمية ولم يحدد ابن تيمية ما إذا كان جن مسلم مؤمن أو لا !!!.
ثم سؤال هنا يفرض نفسه : كيف للجن أن يتشبه بصورة الأنبياء والصالحين ؟ وكيف للشيطان أن يتمثل بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بحسب الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
)) سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي.))..؟؟؟!!!.
وهنا نلاحظ إن ابن تيمية قد استخدم التدليس والتحريف حتى يفضل نفسه على الأنبياء والصالحين هذا من جهة ومن جهة أخرى حتى يسلب الصالحين كراماتهم وفضائلهم وهم مع ذلك وكما يقول المرجع المحقق الصرخي في المحاضرة الخامسة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم )..
((ابن تيمية وأتباع ابن تيمية ومشايخ ابن تيمية لا يريدون من الإنسان أن يتعلم لا يريدون من الإنسان أن يقرأ، لا يريدون من الإنسان أن يقلد العالم الحقيقي، يريدون من الإنسان أن يقلد الجاهل، فقط أن يقلدهم هم فقط وفقط، تقليد أعمى، تقليد بهيمي، تقليد على نهج الجاهلية فقط باتجاههم نحوهم فقط هذا فقط وفقط))..
بقلم نوار الربيعي