مختصون: العلاج بالأعشاب يحصد نجاحات ملموسة تفتقر إلى قانون ينظم مزاولتها في اليمن

أحد, 01/14/2018 - 18:38
رأفت الجُميّل

(صنعاء: رأفت الجُميّل )بدأ العلاج بالأعشاب يلقى رواجاً لدى الكثير من الأشخاص في بلادنا، وذلك لما لها من قدرة على معالجة بعض الأمراض من دون إضعاف جهاز المناعة لدى الإنسان.
وبات العلاج باستخدام الأعشاب الطبية يحتل أهمية كبيرة في علاج الكثير من الأمراض التي عجز الطب الحديث والعقاقير الكيماوية عن علاجها.
وبين الطب والأعشاب.. معركة شرسة لا تنتهي، فكلاهما يتهم الآخر بالفشل في تقديم أدوية تساهم في معالجة حالات المرضى.. ففي حين يقول أطباء الطب الحديث بأن العلاج بالأعشاب مجرد ضرب من الخيال وضحك على الدقون لممارسة النصب على المرضى.. وفي المقابل يؤكد أطباء الأعشاب بأن لجوء المرضى إليهم للمعالجة هو بسبب فشل الطب الحديث في مداواتهم، وبأن أغلب الحالات التي تصل إليهم أصيب أصحابها باليأس والإحباط من التداوي على يد الأطباء في المستشفيات.
وبين تلك الإتهامات المتبادلة من الطرفين.. تغيب الحقيقة عن الجميع.. وتحضر فقط في جسد المريض الذي تلقى العلاج من كليهما.. ويصبح هو الحاكم الذي بيده القول الفصل.
وعند النزول ميدانياً لأطباء الأعشاب في اليمن، خرجنا بهذه الحصيلة:

أمراض منتشرة!
تعد أمراض القولون والمعدة والبواسير هي الأكثر شيوعاً، فتجد أغلب المصابين بهذه الأمراض والذين أصابهم اليأس من التداوي بالمستشفيات يعكفون على زيارة أطباء الأعشاب واستخدامها للتقليل من حدة آلامهم.
محمد مهدي موظف حكومي -32 عاماً - والذي كان منتظراً دوره في عيادة الحكمة، يقول إنه وجد ضالته في الأعشاب الطبيعية للتخفيف من آلام إصابته بالقولون، ويضيف: على الرغم من أني في البداية كنت أنفر منها لمرارة طعمها، إلا أنني استخدمتها وأحمد الله أن النتيجة كانت زوال الآلام شيئاً فشيئاً وأصبحت لا تعود مجدداً، لافتاً إلى أنه لم يتجه إلى العلاج بالأعشاب في عيادة الدكتور محمد عبدالحميد إلا بعد أن عجز أطباء المستشفيات من وصف الدواء الذي يخفف من حِدة آلامه التي ظل يعاني منها لقرابة الثلاث سنوات.
وأشار إلى أنه كان يتلقى العلاج على يد أكثر الأطباء مهارة، غير أن الاستفادة كانت محدودة جداً ومؤقتة، فما أن تنتهي الجرعة الدوائية حتى يعاوده الألم مرة أخرى، موضحاً أنه اعتمد على أعشاب الدكتور محمد عبدالحميد الذي أفاده كثيراً.
ويعد محمد القادم من مدينة يريم لمعالجة ابن شقيقته في عيادات الأعشاب الطبية بصنعاء نموذجاً مصغراً للجوء المرضى للعلاج بالأعشاب.
يقول حاشد غلاب ممرض 28 سنة: إن التداوي بالاعشاب له القدرة علي الشفاء في غالبية الأمراض دون المستعصية ويلجأ إليه غالبية المرضى، إذ يعد بمثابة (صيدلية للفقراء) على مواجهة الأسعار المزايدة في سعر الدواء كذلك لم يستطيعوا العثور على أدويتهم في الصيدليات المختلفة.
ويطالب حاشد بضرورة قيام وزارة الصحة والجهات الرقابية بدورها في تنظيم عملية مزاولة هذه المهنة للقضاء على الدجالين والمدعين.
ومن المعروف أن الطبيب محمد عبدالحميد يعتبر من أشهر أطباء الأعشاب وممن ورثوا العلاج بالأعشاب عن آبائهم وأجدادهم الذين عمدوا إلى استخدامها قديماً نظراً لعدم توافر الكثير من الأدوية والعقاقير الكيماوية لديهم.
يقول الدكتور محمد عبدالحميد: نحن نقوم بإخضاع هذه الأعشاب الطبية لبحوث ودراسات مستفيضة لتقييم آثارها العلاجية وفعاليتها ومن ثم يتم صرفها للمرضى.
ويشير إلى أن التداوي بالأعشاب ليس حديث النشأة، مبينا أن أسرته تشتهر منذ قرابة ستمائة عام بالعمل بهذا المجال، وكانوا هم السباقون في استخدام الأعشاب في العلاج، حيث يعتبر الطب البديل قديما قدم الإنسان بل هو السائد قبل اكتشاف الطب الحديث.
ويؤكد خبير الأعشاب محمد عبدالحميد أنه لا يصف علاجاً من الأعشاب دون معرفة مكوناته، لأن الخبرة هي الأساس في هذا المجال الحساس.
ويلفت إلى أن هناك الكثير من الأمراض المستعصية التي عالجتها الأعشاب بعد أن عجز عنها الطب الحديث، ومنها الصدفية، والعقم والقولون والبواسير والسكر والكبد والمعدة، ولذلك لابد للمعالج بالأعشاب أن يكون مُلمّاً بخواص هذه الأعشاب.
وأردف محذراً: للأسف الشديد، هناك الكثير من العاملين في هذا المجال، يفقدون الدراية الكاملة والتامة، فهناك من يعتقد أن استعمال الأعشاب الطبيعية، إن لم يفد لا يضر، وهذا معتقد خاطئ، فالاستخدام غير الصحيح للأعشاب الطبيعية قد تؤدي إلى مضاعفات. 
ودعا إلى تشكيل جسم مستقل لأطباء الأعشاب، لمنع مدعييّ المهنة من مزاولتها والتكسب على حساب صحة المرضى، لافتاً إلى ضرورة إصدار قانون لتنظيم مزاولة هذه المهنة.
ويختتم حديثه بالقول: يعد مركزنا هو المركز الوحيد المصرح له بالعمل من قبل وزارتي الصحة في الجمهورية اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ويعتبر لجوء الناس للتداوي بالأعشاب الطبية رسالة لكل العالم أنه لا شيء يستعصي أمام اليمنيين، فهم قادورن على تذليل العقبات حتى في أحلك الظروف، كان آخرها محاولة التغلب على إرتفاع أسعار الأدوية وإنعدام كثير منها باستخدام الأعشاب كطب بديل لتخفيف من آلامهم وشكواهم.
ويواجه اليمنيون منذ شهور الحرب الأولى أزمة في الأدوية مابين اختفائها من جهة والتي تفاقم بعد فرض الحصار، وبين ارتفاع أسعارها من جهة آخرى.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف