نحن نعرف أن من يريد أن يبني دولة حديثة حسب الماديات الدنيوية يجهد نفسه ويوجه طاقاته لكسب ود الناس أو الشعب ليكون له موطئ قدم هناك ومنها ينشر أفكاره وما يريد تحقيقه من هدف .
فكيف بمن يدعي الإسلام ويريد أن يبني خلافة إسلامية على نهج نبي الإسلام يريد به التقرب إلى الله , من الطبيعي ستكون المسؤولية أكبر وأكثر جهداً لأن تعاليم الإسلام تحث على اللين والمجادلة بالحسنى وتقبل الرأي والامتثال للناس إذا رفضوا الفكر من مبدأ لكم دينكم ولي دين .
ولهذا نجد أحد المحققين المعاصرين المرجع الصرخي ينوه إلى هذا الأمر في محاضرته الثانية من بحث( الدولة..المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول) بخصوص افتخار الدواعش بجرائمهم أمام الإعلام بقوله ..
((الدواعش المارقة يفتخرون بجرائمهم
الفرق في الجانب الأخلاقي بين الدواعش التيمية وبين اليهود والنصارى وقوى الاستعمار أن قوى الاستعمار ترتكب الجريمة وتعمل بكل وسيلة وتسخر كل الإعلام من أجل أن تنفي الجريمة والتهمة عن نفسها، لا تفتخر بما تقوم به من جريمة، بل تتبرأ منها وترمي التهمة على الغير، أما هؤلاء التكفيريون الدواعش، هؤلاء المارقة ماذا يفعلون؟ يفجّرون الأبرياء ويفتخرون بفعلهم ، هذا هو الفرق بين من يدّعي الإسلام، بين من مرق عن الإسلام، بين من خرج على الإسلام ومرق على الإسلام وصار شينًا ووبالًا على الإسلام ، وبين قوى الاستعمار ، فلا نقارن أفعال الدواعش مع المسلم الحقيقي، مع المؤمن الحقيقي، مع السنّي مع الشيعي ، وإنما نقارنهم مع المستعمرين والمستغلين والجيوش الكافرة التي ترتكب الجريمة لكن تتبرأ منها، أما الدواعش التيمية فهم يرتكبون الجرائم ويفتخرون بها.) ماذا يدل هذا الشيء وهذا التجري يدل على الهمجية والعنجهية والتعصب ولا أخلاق ولا إنسانية يقتلون الأطفال والشيوخ الكبار ويسبون النساء ويفجرون بيوت العبادة والآثار ويسرقون التراث ويقومون ببث هذه العمليات خلال وسائل التواصل الاجتماعي ويفتخرون بها لم يسلم منهم حتى المصلين وآخرها جريمتهم البشعة بحق المصلين العزل وقتلهم بطريقة بربرية في مسجد آل جرير منطقة الروضة شمال سيناء ليقتلوا المصلين العزل ومعهم الأطفال والصبية والشباب ونرى أن هؤلاء يفتخرون بهذا العمل القبيح وهذا الجرم ...............)) انتهى كلام المحقق .
وأخيراً وبعد التقصي وجدنا أن السر واضح جلي هو القضاء على الإسلام ومنهجه من الداخل , وهذا ما لمسناه من أفعال الدواعش حيث نراهم حققوا حلم اليهود الذي كانوا يبنون له آلاف السنين ولم يستطيعوا , وهو تصوير للعالم أن الإسلام هو دين الإرهاب مما جعل الناس تنفر عنه وتنبذ من يدين به , ولكن أنى لهم ذلك والمسلمين الحقيقيين موجودين يبنون الإسلام المحمدي الأصيل المعتدل المسالم.
فلاح الخالدي