قد يستغرب البعض من العنوان أعلاه لكن هذه هي الحقيقة وسنتعرف على ذلك وبالدليل، نحن والجميع يعلم إن ابن تيمية دائما ما يحاول سلب كرامات وفضائل الإمام علي " عليه السلام " فمرة يكذب الأحاديث الواردة ومرة يحرف المعنى لمعنى اخر وبشكل يوهم المتلقي ، ومن بين تلك الفضائل هي إنكار ابن تيمية نزول سورة الإنسان بحق علي " عليه السلام " وتحديداً الآية الثامنة من هذه السورة المباركة {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}، حيث يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى المجلد الرابع في الصفحة 419 (( وأما سورة ( هل أتى على الإنسان ) فمن قال إنها نزلت فيه – أي علي – وفاطمة وأبنيهما فهذا كذب لأنها مكية والحسن والحسين ولدا في المدينة ...))!!!!...
وهنا قبل أن نثبت كذب ابن تيمية نرد على قوله هذا : إن المسلمين لم يكن عندهم أسيراً في مكة فكيف يصف الله تعالى إطعام الأسير ؟ فالمسلمين صار عندهم أسرى وهم في المدينة وهذا تدليس واضح عند ابن تيمية، وهنا قد يقول قائل إن معنى الأسير يراد به العبيد أو النساء الخادمات أو الزوجات فهذا القول يعد تأويل وابن تيمية لا يؤمن بالتأويل وهذا تحريف لمعاني القرآن الكريم, ومن يقول أن للمسلمين أسرى في مكة فهذا منافي للواقع لأن المسلمين كانوا مستضعفين في مكة قبل الهجرة وهاجروا للمدينة وبعد ذلك حصل الفتح وعادوا لمكة وبحسب هذا السياق يكونا الحسن والحسين عليهما السلام قد ولدا وهذا يبطل قول ابن تيمية ....
الآن نثبت كذب ابن تيمية وبشهادته هو : يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى المجلد 13 في بداية الصفحة 386 ((وأما " التفاسير الثلاثة " المسئول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة " البغوي " لكنه مختصر من " تفسير الثعلبي " وحذف منه الأحاديث الموضوعة والبدع التي فيه وحذف أشياء غير ذلك )) ... وهنا ابن تيمية يزكي تفسير البغوي من الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأسلم التفاسير من البدع وهو مسؤول عنها بحسب قوله ...
ماذا يقول البغوي في تفسير قوله تعالى {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} ؟ يقول البغوي ((وروى مجاهد وعطاء عن ابن عباس: أنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك أنه عمل ليهودي بشيء من شعير، فقبض الشعير فطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فسأل فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين، فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلك: وهذا قول الحسن وقتادة ...))!!..
إذن حسب تفسير البغوي المزكى من قبل ابن تيمية والخالي من البدع والأحاديث الموضوعة والضعيفة إن هذه الآية نزلت بحق علي " عليه السلام " وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على إن ابن تيمية قد كذب في واحدة من الحالتين :
1-إنه كذب في تزكية تفسير البغوي وصدق في نفي نزول الآية بحق علي " عليه السلام ".
2-انه صدق بتزكية تفسير البغوي لكنه كذب في نفي سبب نزول الآية بحق علي " عليه السلام " .
لأن البغوي قال أنها نزلت بحق علي ونقل هذا عن مجاهد عن عطاء عن ابن عباس وعن الحسن وقتادة وابن تيمية يقول لا يوجد في تفسير البغوي موضوع أو ضعيف أو بدعة ، فأما ابن تيمية مفتر كذاب في تشخيص البغوي أو مفتر كذاب في نفي سبب نزول الآية، فالكذب لبس ابن تيمية بشهادته هو بنفسه وذاته، فلا يمكن للبغوي أن ينقل الكذب حسب تشخيص ابن تيمية وإن نقل الكذب فهذا يعني أن ابن تيمية قد كذب في تشخيصه.
وكل هذا الكذب هو من أجل أن يبرر بغضه وحقده على الإمام علي " عليه السلام " كيف لا وهو المدافع الكبير عن الأمويين السبابين المنافقين كما أثبت ذلك المحقق الصرخي في المحاضرة الثالثة من بحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " ) حيث قال :
{{.... منهاج السنة: ابن تيمية: قال: {... أعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان: أحدهما تكلمهم في علي والثاني تأخير الصلاة عن وقتها... ولهذا رُئِيَ عمر بن مرة الجملي بعد موته، فقيل له ما فعل الله بك؟ قال غفر لي بمحافظتي على الصلوات في مواقيتها وحبي علي بن أبي طالب...}. لاحظ كيف أنّ ابن تيمية يزل لسانه فيقر بأنّ بني أمية يبغضون عليًا (عليه السلام) إلى حد البدعة التي خالفهم بها الجملي فالتزم بالسنة بحب علي (عليه السلام)، وقد ثبت أنّ مبغضَ علي منافق، فهنيئًا لكم بخلفاء وأئمة وأولياء أمور منافقين يبغضون عليًا وأهل بيت النبي (عليه وعليهم الصلاة والسلام)...}}.
فلو كان هناك من قال إن هذه الآية نزلت بحق معاوية أو بأحد ملوك بني أمية لأقام ابن تيمية الدنيا ولم يقعدها من أجل إثبات صحة هكذا رواية المفترضة ، لكنها نزلت بحق علي " عليه السلام " فنجد الاستماتة من قبله لنفيها وهذا هو الكذب والنفاق بعينه.
بقلم احمد المـــلا